أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 80 في المائة من سكان روسيا يعبرون عن نظرة سلبية إزاء الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كان أكثر من 80 في المائة من الروس في بداية التسعينات من القرن الماضي ينظرون إلى أمريكا بعين الإعجاب.
واستغلت واشنطن "إعجاب الروس" للضغط على أركان السلطة الروسية حينذاك حتى يتخذوا القرارات "المناسبة". غير أن سياسات البيت الأبيض، خاصة قصف يوغسلافيا، وتوسيع مجال عمل حلف شمال الأطلسي، والمغامرة الأمريكية في جورجيا بجنوب القوقاز، أفسدت المشاعر الودية تجاه أمريكا.
على أي حال، فإن موجات العداء تجاه أمريكا كانت تتلاشى، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن تنفجر الأزمة في أوكرانيا، فتنفجر المشاعر العدائية تجاه أمريكا لدى الروس. ويمكن أن يتصاعد العداء أكثر إذا أقدمت واشنطن على إمداد العاصمة الأوكرانية كييف، التي تحارب المواطنين في الشرق الأوكراني المتاخم لروسيا، بالأسلحة.
وترى نفس الصحيفة أن تنامي المشاعر العدائية تجاه أمريكا يسبب متاعب ومشاكل للسياسيين الأمريكيين الذين يحاولون خطب ود الروس الممالئين لأمريكا والذين يواصل عددهم انخفاضه، وهو ما يحد من إمكانيات التأثير على صنع القرار في روسيا، كما أشارت إلى ذلك "واشنطن بوست".
في الحقيقة، فإن إمكانيات التأثير على قرار "الكرملين" كانت قليلة قبل تفجر الأزمة الأوكرانية. أما الآن فهي معدومة — غالب الظن — خاصة على خلفية العداء الذي كشف عنه الجنرال المتقاعد الأمريكي روبرت سكيلز، حين تحدث لقناة "فوكس نيوز" حول التطورات الأخيرة في الملف الأوكراني، حيث قال "إن كل شيء في أوكرانيا محسوم. ولن تستطيع الولايات المتحدة التأثير على الوضع في المنطقة إلا عندما تبدأ بقتل الروس".
ودعا الجنرال المتقاعد إلى "قتل الكثيرين جدا من الروس حتى لا تتمكن وسائل الإعلام الروسية من التستر على هذا الواقع".