رئيس الوزراء التركي، ابن علي يلدريم، أكد على سعي بلاده لتطوير علاقاتها مع جميع دول المنطقة بما فيها العراق ومصر وسوريا، "سنطور علاقاتنا مع جيراننا، ولا توجد أسباب كثيرة تدعو لتدهور علاقاتنا وصراعنا مع دول المنطقة بما فيها العراق وسوريا ومصر، بل ثمة أسباب كثيرة لتطويرها، وسنمضي قدما في ذلك".
طبيعة العلاقات بين الدول
وترتكز العلاقات الدولية في القانون الدولي المعاصر الذي يستمد قوته من ميثاق الأمم المتحدة، ولعل من أبرز هذه المبادئ، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بمعنى أنه ليس من حق أي دولة فرض نظام سياسي واقتصادي معين على الشعوب، وأن الشعوب هي وحدها صاحبة الحق في تقرير المصير واختيار نظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي وشخص الحاكم، وميثاق الأمم المتحدة ألزم الدول الأعضاء باحترام سيادة الدول الأخرى، وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وضع استثنائي
وقال "ليس لدينا مشكلة تتعلق بالعلاقات مع الشعب التركي والعلاقات المصرية التركية علاقات تاريخية وهناك تقدير متبادل لمصر تجاه الشعب التركي، وفيما يتعلق بالعلاقة مع الحكومة التركية، فهناك محددات لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، أولى تلك المحددات هي احترام الإرادة الشعبية المصرية التي عبرت عنها ثورة 30 يونيو 2013. الالتزام بمبادئ العلاقات الدولية المتمثّلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام علاقات حسن الجوار بين الدول. إذا رصدنا أي تطور أو تحول إيجابي في الموقف التركي فهذين الموضوعين ستكون مصر على استعداد دائم لتحسين العلاقات".
ولفت إلى ترحيب مصر بأي جهد حقيقي وجاد من جانب تركيا يستهدف تحسين العلاقات، واصفا الوضع الحالي بـ "الاستثنائي"، وأن عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي بما يتسق مع خصوصية العلاقات التاريخية هو شيء إيجابي.
قدر من المبادئ
المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أكد أن "العلاقات ما بين الدول لا تتجزأ وهي تقوم على أسس معينة، وإذا كانت هذه الأسس سليمة تنطلق العلاقات الاقتصادية والسياسية الاجتماعية بما يحقق مصالح الجانبين. تناول الموضوع وكأن هناك فاصل ما بين العلاقات السياسية والاقتصادية وتطوير العلاقة والاحتفاظ بعلاقة أخرى على وضعها الحالي المتوتر، مسألة "لا تستقيم"، وفي النهاية العلاقات الاقتصادية تتأثر بالمناخ السياسي العام وبالمواقف السياسية للدول، وتطور العلاقات السياسية بين الدول يكون دافع للعلاقات الاقتصادية والعكس صحيح، وبالتالي ليس لدينا أي تفسير آخر فيما يتعلق بمحددات تحسين العلاقات مع تركيا".
الخلاصة
العلاقات المصرية التركية لها محدداتها وعناصرها، وتحقيقها يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في التعاون بين البلدين. العلاقات بين القاهرة وموسكو لها ثوابتها التاريخية التي لا تتأثر بطرف ثالث أو تغيرات طارئة، والتقارب التركي مع روسيا لن يؤثر سلبياً على العلاقات بين القاهرة وموسكو. النخبة الحاكمة في تركيا مطالبة بإعادة ترتيب الأوراق في علاقاتها الخارجية ومواقفها من القضايا الإقليمية واتخاذ إجراءات جادة للتعاون في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
(المقالة تعبر عن رأي صاحبها)