وقال مسؤول أمني كبير إن العبوة المستخدمة هي من نفس النوع الذي استخدم في هجوم انتحاري في يوليو/ تموز 2015، في بلدة سروج الحدودية، وفي التفجير الانتحاري الذي وقع في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، مستهدفا تجمعا لناشطين مؤيدين للأكراد في أنقرة. وألقيت مسؤولية هذين الهجومين على "الدولة الإسلامية"، ما يشير إلى احتمالية ضلوع التنظيم الإرهابي في الحادث. وقد استهدف التنظيم التجمعات الكردية في مسعى فيما يبدو لتأجيج التوترات العرقية المستعرة بالفعل بسبب حملة التمرد الكردية المستمرة منذ فترة طويلة. وكان تفجير أنقرة هو الأعنف من نوعه في تركيا إذ قتل خلاله أكثر من مئة شخص
من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يوم الاثنين، إن منطقة الحدود مع سوريا يجب "تطهيرها تماما" من مقاتلي تنظيم "داعش"، وأن أنقرة ستواصل دعم العمليات في المعركة ضد المتشددين
وبدوره أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن تركيا ستلعب دورا أكثر إيجابية في سوريا خلال الأشهر الستة القادمة لمنع تقسيم البلاد على أسس عرقية.
وفي هذا الشأن قال سميرصالحة المتخصص بالشؤن التركية لـ "لسبوتنيك"، إن هذا الهجوم يقرأ على أنه محاولة من التنظيم الإرهابي للتنسيق مع بعض القوى لضرب الداخل التركي، خصوصا بعد التقارب التركي الروسي الأخير، مشيرا إلى أن هذا أزعج البعض.
وأشار صالحة إلى أن التنظيم كان يرد بالداخل التركي بأكثر من مدينه تركية، وأن "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة في أكثر من مدينة حدودية مع سوريا، والبعض يريد لـ"داعش" أن يملأ هذا الفراغ بتركيا.
وأكد أن هناك تكرارا ومحاولة للربط بين تركيا وبين هذا التنظيم الإرهابي، وتركيا دائما كانت تقول العكس، لكن يبدو أن البعض متمسك بمواقفه وأطروحاته، رغم أن تركيا دفعت ثمنا كبيرا بكل هذه العمليات الإرهابية التي حدثت داخل أراضيها.
وتابع صالحة:
يبدو أن البعض لا يرى حجم الدعم الذي تقدمه تركيا للمعارضة السورية المعتدلة في مواجهاتها مع هذا التنظيم، فكل هذه المقولات تغيرت وعرف الجميع حجم المشاركة التركية في الحرب ضد تنظيم داعش.
وعن توجيه الاتهامات لـ"داعش" وليس لحزب العمال الكردستاني، قال الخبير بالشأن التركي إن كل التحقيقات الأولية أكدت أن تنظيم "داعش" الإرهابي هو المتهم من خلال طريقة التنفيذ لعمليات التفجير واختيار الأشخاص، فكلها مشابهة لعمليات "داعش" داخل المدن التركية، لذلك كل أصابع الاتهام وجهت لتنظيم "داعش".