هل تنجح مساعي بغداد في إنهاء وجود قوات التحالف الدولي؟

تسعى الحكومة العراقية لإنجاز خطوة إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد، من خلال محادثات تجريها مع مختلف الأطراف، خاصة بعد أن بات وجود تلك القوات غير مرحب به من أطياف مختلفة، وفي مقدمتها الأحزاب الداعمة للحكومة.

يرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن حالة الاستقرار التي تحققت في بلاده، من خلال تنامي قدرات القوات الأمنية، تؤكد التقدم في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي على أراضي العراق، والتحوّل إلى علاقات ثنائية مع الدول الأعضاء.

جاء هذا خلال استقبال رئيس الوزراء العراقي، وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني، توبياس ليندنر، الذي أكد أن بلاده تؤيد مساعي الحكومة العراقية لإنهاء وجود التحالف الدولي، واستعدادها لتوقيع اتفاق تعاون ثنائي مع بغداد في المجالات الأمنية والعسكرية.

ومع اندحار فلول تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا ودول عديدة)، الذي تكونت من أجله تلك القوات، لم يبق هناك أي سبب لوجودها، إذ تم القضاء على المجموعات الإرهابية التي عاثت خرابا في البلاد.

في هذا الموضوع، قال المتحدث باسم تحالف النصر، أحمد الوندي، إن جولات حوار تجري بين المؤسسات العسكرية والمختصة لعملية انتقال التحالف الدولي من وجود عسكري إلى استشاري يتم الاستفادة منه في الأطر التي تحددها الحكومة.

وأكد أن الاتفاق الذي جاء بالتحالف الدولي في عام 2014 أصبح غير مجدٍ، على اعتبار أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يمثل تهديدا فعليا على الأرض.

وذكر أن المحادثات وصلت إلى مرحلة جيدة، مشيرا إلى أن هذه الأمور تستغرق وقت، في ظل الحاجة إلى أن يكون الاتفاق رصينا وألا توجد فيه خبايا مثل 2011 ما أدى إلى ظهور "داعش" الإرهابي.

من جهته يرى خبير الشؤون السياسية والأمنية، كاظم الحاج، أن وجود القوات الأمريكية في العراق يعني عدم انتهاء المجموعات الإرهابية في المنطقة.

وأوضح أن إنهاء وجود القوات الأمريكية يؤدي إلى فقدان أهم مقومات وجود المسلحين، على مستوى الدعم والتخطيط وحتى النقل في مناطق لا ترغب الولايات المتحدة في استقرارها.

ولفت إلى أن الضغط الذي تقوم به فصائل المقاومة العراقية على القوات الأجنبية كان له أثر في أن يكون هناك قرارا عراقيا لإخراج القوات، لذلك يجب استثمار هذا الضغط من أجل إخراج القوات باتفاق.

في نفس الإطار تحدث الباحث السياسي، علي الحبيب، عن أن ضربات الولايات المتحدة لمواقع في العراق عجّلت طلب الحكومة خروج قوات التحالف من البلاد ومن بعدها المطالبات البرلمانية والشعبية ورفض الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية.

وأضاف أن الأمر ليس بهذه السهولة أن تخرج القوات الأمريكية بشكل كامل من العراق، لافتا إلى وجود عدد من الاتفاقيات أبرمت في 2008 و2010 و2014، معتبرا أن له ارتباطات سياسية واقتصادية، في ظل التأثير الأمريكي على العراق على مدار سنوات، ما يصعب خروج القوات.

إعداد وتقديم: عبدالله حميد