خبير في العلاقات الدولية لـ"سبوتنيك": قرار بولندا بنشر أسلحة نووية خطوة متهورة

رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان ملحم، أنّ "تصريح الرئيس البولندي أندريه دودا الأخير خطير جداً وقد يكون تصريح سياسي متهوّر".

وأشار ملحم إلى أن هذا القرار معطوف على "الموقف السياسي الذي اتخذه رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك حين رحّب وأشاد بعرض فرنسا الذي يقضي بمشاركة الأسلحة النووية الفرنسية مع الأوروبية، والمقصود هنا دول أوروبا الشرقية المحاذية لروسيا الاتحادية والتي لا تمتلك أسلحة، لذلك نقول إذا دخل هذا القرار حيز التنفيذ ستكون خطوة غير مدروسة وستؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر على الصعيد العالمي".

ولفت في حديث لإذاعة "سبوتنيك" إلى أنّ "الناتو لن يتوانى عن توريط بولندا على غرار ما حدث في أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ "من يتخذ القرار ومن يتحكم بهذه اللعبة هي واشنطن والولايات المتحدة تستغل الأوروبيين والأوكرانيين على وجه الخصوص في معركتها ضد روسيا، وهذه التصريحات السياسية تؤشر إلى هزيمة الحلف الأطلسي بوجه روسيا وبالتالي هزيمة الناتو أمام موسكو في منطقة أوراسيا وهذه العملية قد تمتد إلى ما وراء حدود أوكرانيا فيما لو خرجت الأمور عن السيطرة ولكن من حيث النتائج انتهت هذه الحرب ولم يعد بإمكان الناتو من إحداث أي ثغرة في هذا الإطار".

روسيا حول عزم بولندا نشر أسلحة نووية أمريكية: سنضعها على قائمة الأهداف التي سيتم ضربها

وذكّر ملحم أنّه "منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، موسكو كانت ولا تزال في موقع ردة الفعل فهي لم تعتدِ على أوكرانيا ولا على الناتو وهم من يخوضون هذه المعركة، بوجه كل من يهدّد الأمن القومي الروسي، وبالتالي قد تخرج الأمور عن السيطرة في حالة واحدة وهي أن يتخذ طرف ما من جانب حلف الأطلسي قرار متهور يدفع الأمور نحو التصعيد غير المسبوق بحيث يتخطى الخطوط الحمر ويحاول كسر قواعد الاشتباك التي فرضتها موسكو في الميدان".

وشدّد ملحم على أن "الحرب العالمية الثالثة بدأت منذ عقد من الزمن وما يسمى بأحداث "الربيع العربي" كان واحدة من المحطات التي تقع في غمار مخاض الحرب العالمية الثالثة".

واعتبر ملحم أنّ "الحرب العالمية تدور بين واشنطن وبكين من جهة وواشنطن وموسكو من جهة ثانية وهي تدار اليوم بالوكالة، ولم تنزلق حتى الساعة من المواجهة العسكرية المباشرة، نظراً لقلق الغرب من امتلاك القوى الصاعدة ومنها روسيا والصين أسلحة الدمار الشامل، وهو ما يجعلها قادرة على التصدّي للمشروع الأميركي وخصوصاً وأن موسكو في ميادين القتال أقوى بكثير من حلف الناتو".