نائب عراقي لـ"سبوتنيك": واشنطن قد تعيد "داعش" إلى العراق لتبرر وجود قواعدها العسكرية

أكد عضو البرلمان العراقي، النائب حسن فدعم، أن "بلاده بدأت تتعافى من جراحها منذ أيام الرئيس السابق صدام حسين، وتم تفكيك المنظومة التي كانت قائمة بأياد أمريكية، كما بدأت تتعافى من الاحتلال الأمريكي ودعمه للمجموعات الإرهابية ورغم كل هذه المخاطر بقي العراق صامداً".

وأشار إلى أنه "(العراق) نجح في احتلال الموقع رقم واحد بين الدول التي استطاعت هزم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة) وبلادنا منذ العام 2018 تحاول استعادة سيادتها وسيطرتها على الأمن والاستقرار والاقتصاد بهدف بناء علاقات متوازنة مع دول المنطقة والعالم".

ولفت في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك" إلى أن "بغداد لعبت أدواراً مهمة في تقريب وجهات النظر بين أطراف إقليمية متنازعة بدءاً من اليمن والإمارات من جهة واليمن والسعودية من جهة ثانية، إضافة إلى تهدئة الخطاب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً على الصعيد الإعلامي، وغيرها من المشكلات الداخلية في البحرين ولبنان وسوريا".

وعن دور العراق في المنطقة في ظل "طوفان الاقصى"، كشف النائب العراقي أن "بلاده مارست أدواراً متعددة على المستوى السياسي في كل المحافل الدولية وتحديداً في القاهرة"، مبيّناً أنّ "مواقف المرجعية الاسلامية في العراق أيضاً دعمت الشعب الفلسطيني إضافة إلى دور الفصائل "المقاومة" لا سيّما وأنها تملك قدرات عسكرية كبيرة"، إضافة إلى "المساعدات الاقتصادية التي قدمتها العراق للشعب الفلسطيني".

وعلّق فدعم على استهداف الجيش الإسرائيلي لمحافظة بابل، موضحاً أنّها "ليست المرة الأولى التي يتم استهداف فيها مقرّات للحشد الشعبي، إذ أن الأمر بدأ منذ العام 2019"، مشيراً إلى أنّ "هذه المواقع المستهدفة كانت تعمل لمحاصرة "داعش" وهو مؤشر على التعاون الكبير بين الجيش الإسرائيلي وهذه المنظمات الإرهابية"، وفق قوله.

وكشف أنّ "العراق لا يمتلك منظومة دفاع جويّة لأن الولايات المتحدة الأمريكية منعت الجيش العراقي من التسلّح رغم العروض المهمة التي حصلوا عليها من روسيا وإيران وتركيا".

وأضاف: "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن يريد أن يحارب التمدد الروسي في المنطقة وذلك لمواجهة الإرادة الدولية المتجهة نحو بناء عالم متعدد الأقطاب بعيداً عن ديكتاتورية البيت الأبيض التي حكمت العالم سابقاً".

وأوضح أن "ما حدث في بابل وتحديداً بعد رد إيران على استهداف قنصليتها في دمشق هو دليل على أن طهران أثبتت قدرتها على مواجهة تل أبيب، وأنها قادرة على إدارة اللعبة الإقليمية بشكل محترف".

وأشار النائب العراقي إلى أن "معركة غزة انتهت ولم يبق فيها سوى لواء إسرائيلي واحد وهو غير مكتمل والمعركة البرية في غزة انتهت والتهديدات باجتياح رفح ما هي إلا في إطار التصعيد الإعلامي ومحاولة للضغط على "المقاومة" الفلسطينية بهدف إطلاق سراح الأسرى"، مشدداً على أن "الحل الدبلوماسي يتقدّم على الحل العسكري".

وحول زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن، قال فدعم إن "هناك لجنة مشكلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق عقدت عدة اجتماعات لدراسة إمكانية عودة القوات المسلحة العراقية لفرض سيطرتها على أراضيها وكل التقارير التي تقوم بدراستها اللجنة تشير إلى أن الجيش العراقي مؤهل للقيام بهذه المهمة ولا حاجة لوجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية"، مذكّرا بأنه "في العام 2021 طالب مجلس النواب العراقي بإخراج جميع القوات الأجنبية ويجب على الحكومة تنفيذ هذا القرار".

وتخوف فدعم من عودة "داعش" إلى العراق بعد الحديث الجدّي عن خروج القوات الأمريكية من بلاده، موضحا أنه "في العام 2011 عندما اتخذ هذا القرار من السلطات العراقية لم ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذه ولكنها عادت ورضخت للضغط الشعبي حينها وغادرت أراضينا، إلا أنه وفي العام 2014 أدخلت "داعش" لأنها بحاجة إلى مبرّر دولي لاعادة فرض قواعدها العسكرية على أراضينا وشكلت ما سمّي بـ"التحالف الدولي لمحاربة داعش" بقيادة الإدارة الأمريكية، وعندما تغلبنا على المنظمات الإرهابية بدأنا نطالب قوات التحالف بإنهاء وجودها وبدأت واشنطن تماطل حتى يومنا هذا".

وتابع أن "هذا المطلب لا يمثل جميع المكونات العراقية لكنه حصل على تأييد غالبية الكتل النيابية".

وأعلن فدعم أن "ولاية هذا المجلس تنتهي بداية العام 2026 والانتخابات حتما ستعقد في موعدها بمشاركة جميع الكتل النيابية، و حتى المكونات التي كانت قد قاطعتها سابقاٌ ستشارك بهذا الاستحقاق الديمقراطي".

وعن زيارة الرئيس التركي إلى بغداد، قال النائب العراقي إن "الدستور العراقي يمنع تواجد أي مجموعات إرهابية تستهدف دول الجوار على الأراضي العراقية وحزب العمال الكردستاني يهدد أمن دول الجوار، وهذا النشاط لا يمكن أن نسمح به، ومصالحنا مع تركيا كبيرة جدا على الصعيد الاقتصادي وهذا التبادل التجاري الكبير بين البلدين يجب أن يوسع".