باحث في العلاقات الدولية لـ"سبوتنيك": ما يجري كشف الوجه الحقيقي لواشنطن

أكد الباحث السياسي في العلاقات الدولية، محمد الديهي، "وجود مخاوف لدى الدولة المصرية من مواصلة إسرائيل خرق القوانين الدولية، على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل الإدارة الأمريكية لضرورة فتح معبر رفح وعدم تنفيذ عملية عسكرية فيه أو التعرض للمدنيين الفلسطينيين".

وأوضح الديهي، في حديثه لإذاعة "سبوتنيك"، أنّ "المشهد لا يزال ضبابيا من قبل الجانب الإسرائيلي، مؤكدا أن مصر تتحلى بالمسؤولية الدولية ولا تسمح بانتهاك القوانين الدولية أو الرضوخ للضغوط الخارجية، وتمرير صفقة التبادل بشكل عشوائي".

ولفت إلى أنّ "القاهرة تلعب دورًا أساسيا منذ بداية الحرب على غزة، وبإمكانها لعب دور الضامن لتحسين الأوضاع في المنطقة".

وأضاف: "تداعيات الحرب تزداد سوءا يوما بعد يوم، وقد كشفت الوجه الحقيقي للبيت الأبيض الذي عمل جاهدا على دعم إسرائيل وإمدادها بالمال والعتاد الحربي لتستمر في عدوانها".

وشدد الديهي على أنّ "ما يجري في رفح يندرج تحت إطار الغزو، ولا يمكن وصفه بعملية عسكرية عادية"، مشيرا إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية مجبرة الآن على قبول المبادرة المصرية - القطرية ووقف الحرب".

وحول قبول "حماس" مشروع وقف إطلاق النار، رأى الباحث أنّ "الحركة أحرجت حكومة بنيامين نتنياهو والإدارة الامريكية"، موضحا أنّها "كانت متعاونة مع جميع الوسطاء".

ورأى الديهي أنّ "أمام المنطقة ساعات حاسمة"، وأنّ "البيت الأبيض لا يزال مُصِرًّا على محاولة تبرئة إسرائيل لتخرج الأخيرة من الحرب بصفة المنتصر".

وقال: "إن هناك رؤية مصرية راغبة في خفض التصعيد والتوجه نحو الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية، وإجراء انتخابات وحل الخلافات الداخلية في فلسطين".

وكانت حركة حماس، أعلنت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى" حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، عن سقوط نحو 35 ألف قتيل وأكثر من 78 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.

وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.

وعقب انتهاء الهدنة، تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023.