وقال بوسار، من الطبيعي أن يتجه جموع رجال الأعمال والسياسيين إلى طهران، لأن السوق الإيرانية تعتبر من الأسواق الواعدة من حيث النمو في السنوات القادمة. ويرى البعض أن قيمة العقود قد تصل إلى 200 مليار دولار".
واعتبر بوسار أن التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني ساهم فيه العديد من الشخصيات التي يجب أن توفى حقها دون تمييز، وأن حصر موضوع الترشح لجائزة نوبل للسلام بشخصيتين هما وزيرا خارجية إيران والولايات المتحدة أمر خاطئ.
وقال "أظهرت هاتان الشخصيتان أنهما منفتحان بدرجة كبيرة إلى السلام، عندما ساهمتا في التوقيع على الاتفاق، ولكن في تقديري، فإن منحهما هما الاثنان فقط جائزة نوبل للسلام، خطأ، إذا كانت لجنة نوبل تنوي ذلك".
وأضاف "ما لا يقل عن ثلاث شخصيات بارزة أخرى أدت الدور الأكبر في هذه النقاشات، وهم سيرغي لافروف والرئيس نزاربايف والسيدة كاترين إشتون. إذا تم منح جائزة نوبل لهؤلاء الشخصيات الخمس، لكان ذلك يعكس الواقع بشكل أكبر، وأيضا دورهم الإيجابي في هذه المفاوضات التاريخية".
ومن ناحية أخرى، اعتبر بوسار أنه يجب على الدول الغربية أن توضح خياراتها الغامضة في مجال مكافحة الإرهاب، وتوضيح موقفها تجاه تركيا التي لا يعتقد أنها جدية في محاربة تنظيم "داعش".
وقال بوسار "لا أؤمن، للأسف، بالتعاون الوطيد في مجال مكافحة "الدولة الإسلامية". على الدول الأعضاء في حلف الناتو توضيح مواقفهم حيال تركيا. لا يزال الرئيس أردوغان يختار الطريق الأسوأ الذي يعتبره الأفضل لمصالحه".
وأضاف بوسار "لا أعتقد أن تركيا قررت فعلا محاربة "الدولة الإسلامية" بجدية، مما تترتب عليه تداعيات كثيرة على الخيارات الغامضة للأوروبيين والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب".
وحول الدور الإيراني في مكافحة الإرهاب عقب التوقيع على الاتفاق النووي، فإن بوسار مقتنع بأنه لن يكون هناك تغيير فوري في الموقف الإيراني، داعيا أصدقاء إيران، وبالأخص روسيا وكازاخستان، إلى أن تساهم إيجابيا في تطوير الموقف الإيراني، قائلاً في هذا الصدد "لا أؤمن بالتغيير الفوري للموقف الإيراني. يجب أن تؤدي الدول الصديقة لإيران، مثل روسيا وكازاخستان، دورا مهما في التطور الإيجابي لمواقف إيران".
أما بخصوص الملف اليمني، فيرى بوسار، أن "ذلك مرهون بدرجة كبيرة بمستوى عدوانية المملكة السعودية، رد فعل السعودية المفرط على اتفاقات النووي الإيراني ليس غريبا، ولن يساعد في تسوية الملف اليمني والتطور الإيجابي للوضع في العراق. ستسعى السعودية لإثبات أنها تبقى قوية، ولذلك نخشى من التصعيد في الفترة الأولية".
وأوضح بوسار أنه لا يمكن التنبؤ بالقرارات القادمة لإيران في الملفات الخارجية، وتحديدا الملف السوري نظرا لانقسام النخبة الحاكمة فيها بشان الخيارات "لا يمكننا أن نتوقع على وجه الدقة كيف ستكون القرارات القادمة لإيران في مجال السياسة الخارجية وتحديدا في الملف السوري، لأن النخبة الحاكمة في إيران منقسمة بشأن الخيارات، ولكن لا يمكن إنكار أن إيران ستكون في مقدمة المشهد على الساحة الدولية".
ويرى بوسار أن إيران قد تؤدي دوراً إيجابيا في إعادة توازن القوى في الشرق الأوسط، على عكس الدور الذي تؤديه بعض دول المنطقة، قائلا "قد تؤدي إيران دورا إيجابيا جدا في إعادة توازن القوى والنفوذ في الشرق الأوسط.، أدت بعض الملكيات البترولية مثل قطر، وأيضا تركيا دورا سلبيا في دعم الجماعات الإسلامية الراديكالية ماليا ولوجستيا، وليس باستطاعتها السيطرة عليها حتى إذا قررت تدارك الأخطاء السابقة".
