وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية بدأ سريانها الساعة 0330 بتوقيت غرينتش أي بعد نحو 48 ساعة منذ تبادل إطلاق النار عقب ضربة جوية قتلت فيها إسرائيل أحد كبار قادة الجهاد الإسلامي، إذ اعتبرته يشكل خطرا وشيكا عليها، بحسب "رويترز".
شلل في إسرائيل
وأدى إطلاق صواريخ على نحو متقطع من غزة مقابل ضربة جوية إسرائيلية إلى كسر حالة الهدوء لكن وقف إطلاق النار صمد إلى حد بعيد مع حلول الليل.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن عدد القتلى الإجمالي بلغ بعد يومين من القتال 34 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين وبينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء.
أغارت مقاتلات حربية وطائرات أخرى قبل قليل على سلسة أهداف إرهابية تابعة للجهاد الإسلامي في قطاع #غزة ومن بينها تم استهداف مجمع عسكري أُستخدم كموقع لإنتاج مواد لتصنيع القذائف الصاروخية. كما تم استهداف مقر قيادة لواء #خانيونس للجهاد وفي داخله عدد من المكاتب التابعة لقادة في المنظمة pic.twitter.com/TslTnd6RVG
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 15, 2019
وعلى الجانب الآخر من حدود قطاع غزة تسببت مئات الصواريخ التي أطلقها نشطاء فلسطينيون ووصل بعضها إلى تل أبيب في إصابة الحياة بالشلل في أنحاء كثيرة من جنوب إسرائيل وأصابت العشرات بجروح.
ويبدو أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة لم تشارك في القتال الأخير. وربما يكون ذلك من العوامل التي ساهمت في الحد من تصعيد الموقف.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية العسكرية تقترب من نهايتها مع تحقيق أهدافها. وقال بينما كان يزور الجنود عند أحد نظم اعتراض الصواريخ "الرسالة وصلت لأعدائنا. نستطيع الوصول إلى أي شخص".
#irondome system intercepts rockets launched from Gaza over Modiin in central Israel. 📼unknown credit pic.twitter.com/ow9OA61ftN
— Yonat Friling (@Foxyonat) November 12, 2019
وقالت حركة الجهاد إن إسرائيل قبلت مطلبها بوقف عمليات الاغتيال ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة الأسبوعية عند حدود غزة.
وقال مصعب البريم المتحدث باسم الحركة لـ"رويترز": "وقف إطلاق النار برعاية الشقيقة مصر بدأ بعد أن خضع الاحتلال (الإسرائيلي) لشروط حركة الجهاد الإسلامي والتي تقدمت بها نيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية".
وقال إسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي لراديو الجيش "الهدوء سيقابل بالهدوء".
أكثر الأحداث دموية...
في أكثر الأحداث دموية في الاشتباكات التي دارت خلال يومين، قال مسؤولون بقطاع الصحة وسكان إن ثمانية أفراد من أسرة واحدة في غزة قتلوا في ضربة صاروخية إسرائيلية قبل سريان التهدئة.
وقالوا إنهم جميعا من المدنيين. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الميجر أفيخاي أدرعي قال إن رب الأسرة رسمي أبو ملحوس الذي سقط ضمن القتلى من قادة فرق الصواريخ في حركة الجهاد الإسلامي في وسط قطاع غزة.
8 من أسرة السواركي
— JasyDeAna~🌼 (@Jas_deana22) November 14, 2019
3 من أسرة عياد
3 من أسرة عبدالعال
واكثر من 15شهيد ارتقوا في غزة
أسر بأكملها مسحت من سجلات الحياة
وارتقوا شهداء..هذه الدماء ليست كافية
حتى يشجب أو يندد حاكم عربي واحد!؟
لعنة الله عليكم..#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/D19bv4Wlpy
وخرج الجيران من بيوتهم لمساعدة رجال الإنقاذ في انتشال الجثث التي دفن بعضها تماما في أرض رملية. وحاول بعض المدنيين التأكد مما إذا كان صاحب إحدى الجثث على قيد الحياة أم لا بجس نبضه قبل انتشال الجثة.
ولم يتسن لـ"رويترز" على الفور التحقق من صحة الادعاء الإسرائيلي عن رسمي أبو ملحوس. ولم تعلن حركة الجهاد أنه من أعضائها.
فلسطينيون يتفقدون آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لعائلة السواركة وسط قطاع غزة ، والذي ادى لارتقاء 8 شهداء بينهم 5 أطفال ، و12 جريحا pic.twitter.com/deCS7H9Rff
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 14, 2019
ولم تغير الاشتباكات التي استمرت يومين ولا التهدئة المفاجئة شيئا في العوامل الرئيسية التي تحكم الصراع.
حصار غزة
وسبق أن أبدت حركة حماس استعدادها لوقف إطلاق النار لفترات طويلة لكنها مثل الجهاد الإسلامي ترفض قبول التعايش الدائم مع إسرائيل.
وترفض إسرائيل ذلك باعتباره انتحارا سكانيا وترى أنه لا سبيل إلى التوصل للسلام ما دامت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تحملان السلاح.
وقال كاتس إنه لن يطرأ أي تغيير على السياسة العسكرية الإسرائيلية في غزة مما يتناقض مع تأكيدات الجهاد الإسلامي.
وأضاف كاتس أن عمليات القتل بالاستهداف "لن تتوقف" وإن "سياسة فتح النار المسؤولة عنها قوات الدفاع الإسرائيلية (على حدود غزة) لن تتغير".
"دماؤنا لن تراق هدرا"
وأعادت الأسواق فتح أبوابها في غزة مع عودة الحياة لطبيعتها رغم أن الناس أبدوا مشاعر متباينة فيما يتعلق بالتهدئة.
وقال أحد سكان غزة يدعى محمد السميري:
"قمنا بالرد وأوضحنا أن دماءنا لن تراق هدرا. والتهدئة أيضا أمر طيب لأننا لا نريد لأهلنا أن يعانوا أكثر تحت الحصار".
وأشارت الأمم المتحدة التي شاركت مصر في الوساطة للتوصل إلى تهدئة إلى أن الوضع في غزة مازال هشا.
وقال مندوب الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف في تغريدة على تويتر "عملت مصر والأمم المتحدة جاهدة لمنع أخطر تصعيد في غزة وحولها من أن يؤدي إلى الحرب. الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة".
وأضاف: "على الجميع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والقيام بدوره لمنع إراقة الدماء. الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الحروب".