عدسة "سبوتنيك" رصدت الجهود التي بدأتها الورشات الفنية السورية وعربات الصيانة الهندسية التابعة لمحافظة اللاذقية، لإزالة السواتر والمخلفات الحربية المتراكمة على طريق (اللاذقية- حلب/ M4) خلال السنوات السبعة التي مرت على انقطاعه بعد سيطرة "تنظيم القاعدة في بلاد الشام" على المنطقة الممتدة من حلب وأريحا وحتى جسر الشغور المتاخمة لريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وتظهر اللقطات التي رصدتها "سبوتنيك" الطبيعة الخلابة التي يتمدد عبرها الطريق الدولي (M4) من طرفه الساحلي، فيما يثير السير على إسفلته القديم المشاعر والتساؤلات حول حجم التضحيات التي بذلها الجيش السوري وحلفائه على مدى السنوات الأخيرة في مواجهة هجمات المسلحين "التركستان الصينيين" و"التركمان" و"الألبان" ومسلحي "الذئاب الرمادية الأتراك"، ممن يستوطنون على الطرف الآخر من خطوط التماس وصولا إلى مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي.
وخلال الإشراف على عملية فتح الطريق قال محافظ اللاذقية "إبراهيم السالم": بعد إنتصارات الجيش على محور طريق (حلب –دمشق) و(حلب- اللاذقية) وردت إلينا تعليمات حكومية بتجهيز الطريق الدولي من اللاذقية الواصل لحلب، وتم إنجاز 50 في المئة من الطريق بالتنسيق مع فرق الهندسة التي قامت بتنظيفة من الألغام، كما قامت شركات الهندسة بترميم الجسور المتضررة ولم يبق سوى القليل حتى يتم فتحه بالكامل على امتداد الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية.
من جهته، قال مدير الخدمات الفنية في محافظة اللاذقية لمراسل "سبوتنيك" إن الورشات تواصل عملها على الطريق (M4)، وبدأت من عقدة "البصة" التي تشكل بداية الطريق من جهة اللاذقية، وحتى آخر نقطة آمنة عند جسر "العوينات" المتاخم لريف إدلب الجنوبي الغربي، مشيرا إلى العمل على إعداد دراسات فنية للجسور تمهيدا لتدعيمها إو إزالتها وفق واقع الإنشائي.
ويشكل طريق (اللاذقية- حلب) جسراً برياً هاما يسهل حركة المسافرين، كما يعد شريانا تجاريا حيويا لنقل البضائع والمنتجات المتنوعة من وإلى الموانئ السورية، ليبقى العائق الوحيد أمام تحقيق هذه النقلة النوعية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية السورية، مرتبط بمدى قدرة الجانب التركي على تأمين امتداد (M4) في ريف إدلب الجنوبي من سيطرة التنظيمات المسلحة وفي مقدمها "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" و"جماعة الألبان" وفصائل أخرى.