سبوتنيك — هشام محمد — غزة
ورغم إجماع الأطراف المختلفة أن الحوارات ما زالت قائمة، إلا أن اختصار الزيارة الأخيرة لوفد حكومة الوفاق الوطني، والتي كان يؤمل منها البدء في حل أزمة الموظفين، عزّز الخلاف ووسّع الفجوة.
واتهم علي أبو دياك أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني حركة "حماس" بوضع العراقيل أمام عمل وزراء حكومة التوافق في قطاع غزة مما أدى إلى مغادرتهم.
وقال أبو دياك في تصريح صحفي إن "كافة وزراء حكومة الوفاق الذين توجهوا لقطاع غزة الأحد الماضي بتكليف من الحكومة، عادوا إلى رام الله بعد سلسلة من العراقيل التي وضعتها أمامهم حركة "حماس".
وأوضح أن حركة "حماس" منعت اللجان المختلفة في كل وزارة من القيام بعملها، ومقابلة الموظفين الذين عينوا قبل حزيران/يونيو 2007 وادعوا أنهم غير شرعيين.
وردت حركة "حماس" على أبو دياك ونفت كلامه، وقالت إن وزراء الحكومة أبلغوا الحركة أن مغادرتهم غزة جاءت بناء على تعليمات رئيس حكومة التوافق بعد فشل عملية تسجيل "الموظفين المستنكفين" وأنهم غير مخولين بالتوصل إلى أي توافقات.
وعبّر سامي أبو زهري المتحدث باسم "حماس" في تصريح مقتضب وصل وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن أسف حركته من أن تكون زيارة الحكومة مرتبطة فقط بقضية "المستنكفين".
ودعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه جميع الموظفين دون تمييز وأن تُمارس دورها لإنهاء أزمات سكان غزة.
من جانبه، قال ياسر الوادية عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن اجتماع الحكومة مع الفصائل والشخصيات المستقلة بحضور حركة "حماس" في غزة انتهى دون تحقيق نتائج إيجابية تضمن كسر حالة الجمود في ملف الموظفين.
وقال الوادية لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن المشكلة الحقيقية تتركز في عدم التوافق على حل لقضية اعتماد موظفي الحكومة السابقة في غزة.
واتهم أطرافاً لم يسمّها، وقال إن لها مصلحة من عدم نجاح حكومة التوافق الوطني وتحاول إفشال الجهود الحقيقية لدعم تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، وتكريس الشكوك وعدم الجدية بين رئيس الوزراء رامي الحمد الله وحركة "حماس".
بدوره، قال محمود الزق القيادي في هيئة العمل الوطني، إن ما حدث للوفد الحكومي الفلسطيني في غزة من سلوكيات وصلت "حد البلطجة والإرهاب" لا تعني سوى الإصرار على نهج رفض إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.
وأضاف الزق في بيان وصل وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الأخطر كما تؤكد الوقائع هو الركض وبسرعة صوب خيار الانفصال بدعم قوى إقليمية وبرضى تام من خصوم الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني استبشر خيراً في قدوم الوفد وما حمله من مقترحات إيجابية لدمج الموظفين وإعادة هيكلة الوزارات، لكن وبحكم إصرار نهج يفهم المصالحة بأنها مجرد رواتب وموازنات مع بقاء ما هو موجود كما هو، فشلت المحاولة الأخيرة لصد نهج الانفصال.
ودعا الزق الفلسطينيين للتعبير عن رفضهم لما يحدث بفعل ميداني غاضب يرقى لمستوى هبّة شعبية في وجه الانقسام.
ومع استمرار الانقسام الفلسطيني وعدم وجود تغيير على أرض الواقع في قطاع غزة، يبقى الحال كما هو عليه، أزمات متلاحقة، ومشاكل بلا حلول، والمتضرر الأكبر سكان قطاع وصل عددهم لمليوني فلسطيني يقبع أكثر من نصفهم تحت خط الفقر.