ويعلم الجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية حديثة العهد بكرة القدم، وليس لها تاريخ يُذكر في هذا المجال، لكن اللافت أنها أصبحت بشكل مفاجئ مهتمة بإدارة اللعبة وما يجري داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
والحقيقة أن واشنطن تحاول فرض قوانينها الخاصة على اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأن المسألة ليست محاربة فساد كما تدعي، بل هي استمرار لسياسة الغطرسة والكبرياء التي تمارسها على المجتمع الدولي، ومن قِبَل استعراض العضلات والتدخل السافر في شؤون الدول.
وتسعى واشنطن للانتقام من المسؤولين في "الفيفا"، مستغلة دعم بريطانيا الغير محدود لها، وخاصة في مجال العلاقة الخارجية والمؤسسات الدولية، وكذلك في شأن "الإتحاد الدولي لكرة القدم".
ولا يبدو أن أحداً يمانع إتخاذ "إجراءات قانونية" في المسار السليم، لمكافحة الفساد ومواجهة أي انتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية، كذلك من غير المقبول السماح بالتدخل في شؤون المؤسسات الدولية، استناداً إلى قوانين محلية، بغرض التدخل والهيمنة على "الاتحاد الدولي لكرة القدم" بذريعة مكافحة الفساد.
ويعاني المجتمع الدولي من الفوضى والإرهاب والتطرف بسبب التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول، بذريعة حماية حقوق الانسان ومكافحة الإرهاب.
إلا أن تلك التدخلات تبدو وكأنها لخلق مزيد من الفوضى في دول سيادية، كأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، فضلاً عن انتهاكات المواثيق الدولية وقرارات "الأمم المتحدة".
ومن المعروف أن المؤسسات المالية والاقتصادية الأمريكية هي من ترسم خطوط حركة السياسيين، سواء في الكونغرس أو البيت الأبيض، ذلك لما لها من نفوذ على مراكز صناعة القرار هناك، وبالتالي فهذه المؤسسات تطالب برد الجميل والدفاع عن مصالحها في أي منطقة من العالم وأمام أي مؤسسة أو منظمة دولية.
ويبدو أن فوز دولة قطر، وخسارة الولايات المتحدة حق تنظيم كأس العالم لعام 2022 كان مؤلماً للإدارة الأمريكية، التي انكسر كبرياءها أمام "الاتحاد الدولي".