أعلن تنظيم "داعش" بشكل مباشر الحرب على حركة "أنصار الله" في اليمن، ولكن في حقيقة الأمر "داعش" لم يكن غائباً عن المشهد اليمني، خلال الفترة الماضية منذ بداية الأزمة في اليمن عام 2011 وحتى ماقبلها، ولكن مسميات أخرى كـ"القاعدة" و"السلفيين" و"أنصار الشريعة" التي لم تكن أصلا موضوعة في خانة المنظمات الإرهابية وغُض الطرف عنها كثيراً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت آنذاك تجبر النظام اليمني السابق على الحرب ضد الحوثيين، وبدعم من السعودية وتصفهم بالمجموعات الارهابية، ما أبعد عدسة الإعلام والإهتمام السياسي وحتى الاجتماعي عن هذا الخطر الذي كان مبيتاً للمنطقة كلها، ويُعمل عليه لسنوات عديدة، حتى انفجر بعد مايسمى بالربيع العربي بفترة تجاوزت العام، وبدأ الإعلان عنه رسمياً اسم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام". هذا الأمر كان متوقعا في أي لحظة الإعلان عنه بسبب فشل قوى التحالف في القضاء على "أنصار الله" والجيش اليمني أو حتى إجبارهم على التراجع من المناطق التي وصلوا إليها وبسطوا سيطرتهم عليها. وبمعنى آخر أن حرب الوكالة انتقلت إلى اليمن لتسلم رايتها إلى "داعش" حتى تنفض الدول الراعية لها يدها من المسؤولية أمام الرأي العام العالمي والمحلي وهربا من مظلة القانون والشرعية الدولية التي باتت منظماتها محرجة أمام القرارات الأحادية التي اتخذتها دول التحالف للتدخل في اليمن.
فهل ينتظر اليمن سيناريو جديدا في ظل المبادرات السياسية التي تتوالى واحدة تلو الأخرى للحل، ولكن دون أن تجد لها آذانا صاغية، أم أن الوضع سيتحول إلى "سورية جديدة"، باستخدام أدوات يتم التحكم بها عن بعد، على شاكلة "داعش"، ويغوص اليمن في حرب سوف يدير الإعلام التابع تحت شعارات الحرب الأهلية، كما فعل في سورية وغيرها؟.
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها نستضيف في حلقة اليوم عضو اللجنة الإعلامية لحركة "أنصار الله" السيد علي جاحز