يتبين من أخر التطورات الميدانية على الساحة السورية، في مواجهة المجموعات الإرهابية، أنه وبالفعل ثبت بالقول والتنفيذ أن دخول القوى الجوية الروسية التي بدأت منذ فترة وجيزة تقديم الدعم والإسناد الجوي للجيش العربي السوري أحدث خللاً كبيراً في التوازن الاستراتيجي بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية، التي تم تسليحها بأحدث وأدق أنواع الأسلحة المضادة للدروع والطائرات. ومن هنا ومن خلال النتائج الكبيرة التي يحققها الجيش السوري، وعبر فتح الطريق أمام الجيش السوري من قبل الطيران الحربي الروسي الذي دمرأعدادا كبيرة من مراكز تجمع الإرهابيين المحصنة في مناطق مختلفة من سورية، والتي بدأت فيها من مدينة حمص وبعض المناطق المتفرقة الأخرى من الجغرافية السورية، وذلك بنوع جديد من الخطط العسكرية لضرب الإرهاب من الداخل، من خلال بنك أهداف كاد أن يصل إلى كل منطقة من المناطق التي توجد فيها هذ المجاميع، حمص، اللاذقية، درعا، حماه، اإدلب، وريف دمشق وغيرها من المناطق الأخرى التي يقوم الجيش العربي السوري بالتعامل مع الإرهابيين المتحصنين فيها وفق خطة مدروسة ومحكمة وبالتنسيق مع غرف العمليات الجوية الروسية والسورية.
ومن هنا نرى فعلا أن روسيا تريد وتقوم بمحاربة الإرهاب، وليس كالولايات المتحدة التي بالفعل أثبت الواقع أنها تحارب بالإرهاب، وهنا نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن كشف أمرها وخداعها في محاربة الإرهاب على مدى عام من خلال تحالفها الستيني، الذي لم يحقق خلال عام ما حققته طلعات الطيران الروسي بالتنسيق مع الجيش السوري خلال أيام، وبالتالي نرى الرد الغربي وبعض العربي من خلال تسعير حملة إعلامية للانتقاص من الدور الروسي والحديث عن عدم شرعيته. لكن الرئيس الروسي شرح بالضبط الموقف الروسي وإصراره على المتابعة في دعم الجيش السوري، والمهمة العسكرية للقوى الروسية هي الحفاظ على الأمن والاستقرار، وستستمر حتى ينهي الجيش السوري عملياته الحربية، مشيراً إلى أنه لن يتم الحديث عن أي تدخل بري روسي في سورية.
إذاً الجيش العربي السوري أخذ زمام المبادرة بالكامل، ولن يحتاج إلى تدخل عسكري بري من أحد.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم