ويؤكد رئيس تحرير نشرة "المشهد التركي" ماجد عزام في حديث لـ "سبوتنيك" أن الانتخابات باتت الشغل الشاغل للصحف وللجمهور التركي بشكل عام، وبات الحديث عنھا أكثر تركیزاً مع إھتمام خاص بسعي حزب" العدالة والتنمية" للحصول على نتيجة تمكنه من تعديل الدستور مباشرة أو على الأقل طرح الأمر للاستفتاء الشعبي، علم ا أن ھذا الأمر مرتبط بقدرة حزب الشعوب الديموقراطية على تجاوز نسبة الحسم والبالغة.% 10
وأوضح أن الأجواء الحالية تعكس حدة المنافسة بين الأحزاب التي تخوض الانتخابات، وهناك عمل دؤوب من قبل الأحزاب، فضلا عن وتحالفات حتى من قبل الأحزاب المختلفة إيديولوجيا وسياسيا في محاولة لإجبار الحزب الحاكم على تشكيل حكومة ائتلافية خلال المرحلة القادمة.
وأشار إلى أن أحدث الاستطلاعات تشير إلى إمكانية تجاوز حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي حاجز الـ 10 % ، مضيفا أن هناك بعض استطلاعات الرأي المنتمية للمعارضة تتحدث عن تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، معتبرها غير دقيقة استناداً إلى حصول الحزب خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن 50 % والانتخابات المحلية على 46 % والانتخابات الرئاسية حصل مرشح الحزب على 52 %
وأضاف أن التوقعات تشير إلى أن حزب "العدالة والتنمية" سيحصل على نسبة تتراوح ما بين 45 و 50 % وهي النسبة الأقرب للواقع الذي تعيشه تركيا حالياً، وأنه من المرجع أن يتمكن الحزب من تشكيل الحكومة، بينما هذه النسبة لا تعطيه الصلاحية في كتابة دستور جديد، أو عرضه على الاستفتاء، و الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وان ذلك مرتبط بتجاوز حزب "الشعوب الديمقراطي" لحاجز الـ10 %.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "راديكال" مقالا للكاتبة التركية "بھار جوقدار" بعنوان "صنادیق الاقتراع" مشيرة إلى أن الانتخابات المحلیة والرئاسیة التركیة خلال العام الماضي، واستطلاعات الرأي التي أجرتھا أھم مراكز المسح في تركیا عشیة الانتخابات، وجهت البوصلة نحو حالة الاحتقان في الشارع والواقع الاقتصادي والسیاسي، والتي تشیر إلى تدھور مكانة الحزب الحاكم بین الناخبین، ولكن جاءت النتائج الانتخابیة متناقضة مع نتائج عملیات المسح والتوقعات.
ولفتت إلى أھمیة الانتخابات للدولة التركیة على كافة الأصعدة، والإشارة إلى أنھا ستحمل الكثیر من المفاجآت غیر المتوقعة، والتي ظھرت أولى بوادرھا بالتحالف الذي یقیمه حزب الشعب الجمھوري مع أحزاب إسلامیة مثل "السعادة" و" الأمة"، وھي أحزاب صغیرة من حیث القاعدة الشعبیة، ولكن إن نجح أكبر أحزاب المعارضة في ضم أحزاب أخرى إلى التحالف فربما یغیر المعادلة في صنادیق الاقتراع.