قيل في إحدى الروايات عن خروج الاتحاد السوفيتي من حيز الوجود إن هبوط أسعار النفط هو الذي دمّر اتحاد الجمهوريات السوفيتية، إذ أن النفط مثل مصدرا أساسيا للدخل في الاتحاد السوفيتي. والآن، وبعدما سجلت أسعار النفط انخفاضا كبيرا، يعود بعض الكتّاب ليذكّروا بهبوط أسعار النفط قبل إعلان حل الاتحاد السوفيتي، ملمحين إلى احتمال تأثر روسيا اليوم أيضا بانخفاض أسعار النفط.
ولسنا هنا بصدد كشف الأسباب الحقيقية لزوال الاتحاد السوفيتي، ولكننا لا نرى مانعا في إيراد ما جاء في مقال أحد كتّاب جريدة "بلومبرغ" الأمريكية.
ويقول هذا المقال الذي كتبه ليونيد بيرشيدسكي إن "الشيوعية وليس النفط الرخيص دمرت الاتحاد السوفيتي". ولأن "روسيا بوتين لا ترتبط بالأيديولوجيا فإنها تستطيع الصمود والبقاء".
ويشير المقال إلى أن الاتحاد السوفيتي كان يطرح 24.7 في المائة فقط من صادرات النفط للبيع في سوق العالم، وكان يسلم البقية إلى بلدان تابعة له. وكان الاتحاد السوفيتي ينفق غالبية العوائد النفطية على شراء "الخبز" (القمح وغيره من الغلال).
ويمثل النفط مصدرا هاما للدخل في روسيا اليوم أيضا. إلا أن روسيا اليوم تملك اقتصاداً قوياً، وتحتل المركز الرابع في صادرات القمح، وتستطيع إطعام شعبها.
أما بالنسبة للنفقات العسكرية فقد زادت روسيا إنفاق الدفاع في الفترة الأخيرة ولكنها لا تنجرّ إلى سباق للتسلح تخوضه الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن انخفاض أسعار عملة الروبل الروسية في الفترة الأخيرة يقول المقال إن "بوتين أقدم على خفض قيمة الروبل حتى تبقى روسيا تطفو على السطح بعدما بدأت أسعار النفط هبوطها… لقد أظهر بوتين أنه يستطيع التصرف على نحو عقلاني عملي. ويجب أن يساعد رد الفعل هذا على الأزمة روسيا على الصمود ضد هذه العاصفة".