والقيادة التركية تصر على أن تقوم واشنطن بإدراج منظمة "وحدات حماية الشعب الكردية" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية. غير أن هذه الأخيرة والجيش العربي السوري هما القوتان الوحيدتان اللتان تحاربان إرهابيي تنظيم "داعش" في سوريا، حسب رأي الكاتب والباحث الأمريكي في مقاله على الموقع OpEdNews.com.
ويقول كولينس مشدداً:
وبالرغم من ذلك، فإن الحكومة التركية تصر على أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية إما مع تركيا — وذلك بتسميتها لـ "وحدات حماة الشعب الكردية" بالإرهابيين؛ وإما أن تكون ضد تركيا — وذلك بأن تدعم "وحدات حماية الشعب الكردية" وجهودها في محاربة "داعش". لماذا الحكومة التركية الحالية مهووسة ـ إلى هذه الدرجة ـ بـ "وحدات حماية الشعب الكردية"؟ هناك عدة أسباب: إنها (التنظيمات) لا تمت بأي صلة بالإرهاب، وكلها وراء نجاة أردوغان الفاسد بشكل مريب، هو وعائلته وكل من يدعمه".
كما من الجدير أن نستذكر أحداث ديار بكر في أواخر الشهر الماضي، فبراير/ شباط، استخدام شرطة الشغب التركية غاز مسيل للدموع، والأعيرة النارية ضد المتظاهرين في ديار بكر، أدى إلى إعلان حالة منع التجول في المناطق الشرقية في تركيا، مما أسفر عن حالة استياء وغضب شديدين لدى سكان المنطقة.
وفقاً للصحفي، هناك أمر واحد يخشاه رجب طيب أردوغان ومواليه — وهو السجن.
وكل هذه الأعمال وغيرها الكثير تم توثيقها وهي معروفة جيداً في تركيا.
ويقول كولينس:
إذا جاءت حكومة جديدة —غير خاضعة للحكومة الحالية، فإن إردوغان وأفراد عائلته سوف يواجهون واقعهم ـ الجديد- في المحكمة. ومن الأرجح أن يواجهوا حكماً جدياً للغاية — بأن يُحكم عليهم بالسجن المؤبد.
وبالرغم من كل ذلك، يبقى شخص واحد يخشاه أردوغان بشدة، وهذا الشخص هو باراك أوباما.
ويستطرد الكاتب:
"أردوغان يعمل لصالح أوباما… وأباما وحده ـ فقط أوباما- الذي يستطيع أن يقيله. تركيا جزء من حلف "الناتو"، والمتورط في دعمه للمتطرفين الإسلاميين ـ من أخمص قدميه إلى أعلى رأسه — الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالحكومة السورية. وخاصة أن أردوغان لطالما كان الخادم المطيع للبيت الأبيض، وذلك من خلال الدور الرائد لتركيا في تدريب ودعم وإرسال المرتزقة الأجانب إلى سوريا، إلى جانب دعم المتمردين السوريين".
وينوه الكاتب الصحفي إلى واقع أن أردوغان كان منشغلاً، ولفترة طويلة، بالدبلوماسية "الشخصية" مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد.
ونظراً إلى حقيقة فشل سياسة "الأسد يجب أن يرحل!"، حان وقت التراجع. لكن بما أن للغرب ضلع في إشعال لهيب النيران في سوريا، كان ساسة الغرب معنيون بالانسحاب بهدوء، بحيث لا تصبح خطاياهم واضحة وضوح الشمس.
ويشير كولينس: "فمن خلال فشل التعاون ومشهد تحدي (أردوغان) لأوباما، أثارت تركيا خطر فحص ـ أو دراسة- القضية المشينة المتورطة فيها بشكل أدق وأكثر تفصيلاً — السبب الحقيقي وراء مقتل 250.000 شخص في سوريا، والسبب الفعلي لقضية أزمة اللاجئين (الأزمات التي لم تكن قبل الهجوم على سوريا)، والدعم الكبير لكل أنواع الجهاديين المتطرفين الذين شاركوا في قتل المسيحيين والدروز والأقليات الأخرى في سوريا".
ومن المثير للاهتمام، أن لدى كل من الصحفي الأمريكي مايك ويتني والباحث الأمريكي ومستشار لقضايا الخطر الاستراتيجي ف. ويليام إنغدال، موقفاً مماثلاً لموقف كولينس.
ويكتب مايك ويتني في مقاله على Counterpunch.org:
"إن السياسات الخارجية العدائية لتركيا سوف تؤدي إلى تآكل قبضة أردوغان المتمسكة بالسلطة، والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تستغل هذا الأمر لصالحها.
ويضيف ويتني:
الهدف النهائي قد يتمثل في إثارة اضطرابات اجتماعية تكفي للتحريض على القيام بثورة "ملونة"، التي من شأنها أن تضع حداً لمشاغبات أردوغان، والتي بدورها تشبه إلى حد كبير تلك الثورة التي قادتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في كييف.
وبناءً على كل ما سبق، هل حان الوقت لنقول "وداعاً، يا طيب؟"