ومع صبيحة اليوم التالي، باشرت ورش تابعة لمحافظة دمشق، بإزالة الركام الناتج عن احتراق حوالي ثمانين محلاً تجارياً في سوق العصرونية، الواقع خلف قلعة دمشق وسط العاصمة.
الحادث الكارثي كادَ يأتي على المنازل المجاورة لولا السيطرة من قبل فرق الإطفاء بجهود جبارة ولساعات طويلة من العمل.
وفي التفاصيل كما شهدتها عدسة "سبوتنيك"، وأيضاً حسب شهادة أصحاب المحال الذين أتوا لمعاينة الأضرار، ووصفوها بالكارثية، شبت عند السادسة من صباح يوم السبت النار في أحد المحال نتيجة ماس كهربائي كما تشير التحقيقات الأولية للحادث أنه بسبب عدم وجود أحد في ساعات باكرة، انتشرت النار في المحلات المجاورة.
المباني التي يحتوي تكوينها على أسقف خشبية وجدران من اللِّبن، الذي هو عبارة عن قش وطين، حيث كانت هي المواد المستخدمة في البناء في وقت سابق من القرن الماضي على الطريقة القديمة، وموزع في أجزاء من المكان، تسببت طبيعتها بانهيار الجدران، ما أعاقَ حركة السيطرة على النار، وزاد من اشتعالها بشكل أسرع مما كان يحدث في الحالات العادية، إضافة إلى وجود المواد المصنوعة من البلاستيك.
ووجود المستودعات بكثافة التي تم نقلها من الأرياف إلى جانب السوق بعد بداية الحرب في سوريا، جاء كسبب مباشر لوجود كثافة كبيرة في كميات المواد البلاستكية القابلة للاشتعال في كل محتوياتها.
أما أكثر ما زاد في الحريق واشتعاله، وجود محلات تجارية لبيع البطاريات، ومستودعات كبيرة لها، وهذه البطاريات تحتوي في طبيعة الحال على مواد سريعة الاشتعال، تسببت في انتشار النار بشكل أكبر.
الأضرار في مجملها كانت مادية وبشكل كارثي، حيث قدرت بشكل أولي بمئات الملايين قياساً بالعملة السورية، ولكن ما خفف وطأة المصيبة كما قال أحد أصحاب المحال، أنه لا يوجد أضرار بشريّة أبداً.
وبينما تستمر التحقيقات في الحادث، التي تبين في نتائجها الأوليّة وجود ماس كهربائي، يستمر معها عمل الورش المتخصصة برفع الركام وتدعيم ما تبقى من الجدران حرصاً على عدم انهيارها، وللتخفيف قدر الإمكان من خسائر إضافية.
يعد سوق العصرونية من الأسواق الأثرية العتيقة في دمشق، تأسس قبل نحو150 سنة، يضم الكثير من المباني التاريخية، يجاور سوق الحميدية من جهة الجنوب، ومن شماله يأتي امتداد شارع الكلاسة وأزقته وسوق المناخلية، يستند على الجدار الشرقي لقلعة دمشق والجامع الأموي شرقاً بسبب قربها من القلعة تهدمت أجزاء منها إبان الثورة السورية ضد الفرنسيين عام 1925 نتيجة للقصف المدفعي للمنطقة آنذاك..
تتميز سوق العصرونية بأنها شهدت تأسيس أول سوق للبورصة في دمشق.
فقد انطلقت في جزء من السوق سُمي سوق «البورص»، حيث كان يربط بسوق الحميدية ويضم محلات صغيرة لصرّافي العملة الأجنبية.