إنها نهاية الأسبوع، والدمشقيون يبحثون عن مكان جديد لقضاء الوقت.
فُتحت في الأشهر القليلة الأخيرة حانات جديدة في مدينة دمشق القديمة، حيث يجتمع البعض للتواصل الاجتماعي، والبعض الآخر للعمل.
وبالرغم من كل القتل والتشريد اللذين أدت إليهما هذه الحرب الشرسة، إلا أن الدمشقيين "يشقون طريقهم نحو الحياة الطبيعية".
يقول نيكولاس رحال (23 عاماً)، مصمم جرافيك من خلال الموسيقى الصاخبة في إحدى الحانات:
بالطبع، لم نكن لنرى هذا الأمر يحدث قبل عامين، ولكنه أصبح يزداد. عدد الناس الذين يأتون إلى الحانات في تزايد مستمر، وكذلك عدد الحانات الجديدة التي تُفتح. الآن، باستطاعتي أن آتي إلى هذه الحانة أو نادي الرقص… وتم فتح أماكن كثيرة مشابهة والناس يأتونها.
يعيش الشباب حالة من القلق بشأن المستقبل. فهم فقدوا أحبائهم نتيجة العنف والتشريد، والحياة التي أصبحت مستحيلة نتيجة الغلاء الذي ضرب البلد، وبعض الشباب يحرصون على تجنب التجنيد.
ولكن العملية العسكرية الروسية في سوريا، والهدنة الجزئية التي توصلت إليها الأطراف، شجعت الشباب السوري على أن يمارسوا حياتهم —إلى حد ما- التي اعتادوها قبل الحرب.
وتقول دانا دقاق (21 عاماً)، التي تدرس الفنون وتعمل في إحدى حانات العاصمة القديمة:
لقد سئم الناس الحرب ويريدون أن يعيشوا حياة طبيعية. وأضافت دانا أن الحانة أصبحت أكثر من مجرد حانة، مكان لنسيان الحرب وكل القصص الشخصية المؤلمة.
وتقول دانا إبراهيم (21 عاماً)، التي تجلس في نفس الحانة التي يجلس فيها نيكولاس:
لقد قُتل أقاربي (من جانب عائلة أبي) الذين خدموا في الجيش. أمي وأخواتي يعيشون بالقرب من مطار المزة العسكري.
"وراودت دانا أفكاراً بالهجرة إلى أوروبا أو إلى الدول المجاورة لسوريا كما فعل الكثير من أصدقائها، لكنها عندما تمكنت من الهروب من المنطقة الخطيرة إلى هذا المكان، أصبحت الحياة "لا بأس بها.
فأنا لا أريد أن أصبح لاجئة مشردة.
ماهر أبو جعفر (23 عاماً)، طالب في كلية هندسة الزراعة، من الغوطة الغربية، حيث تشهد تصعيداً للعنف والحصار كل يوم، يقول في رسالة نصية عبر الإنترنت:
في الوقت الراهن أنا أعمل في كشك في أحد الشوارع لبيع الأدوات المنزلية. عائلتي كبيرة، ونحن لا يمكننا أن نضمن المال (الكافي) للحصول على الحاجيات الأساسية، بنيما الأمور تزداد سوءاً بسبب تكاليف المعيشة الباهظة.
المصدر: رويترز