تنطلق اليوم أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بنسخته العشرين بمشاركة دولية واسعة لم يعهدها سابقاً. هذه المشاركة الدولية الواسعة على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية والشركات والفعاليات الدولية الاقتصادية والاستثمارية، وخاصة الحديث عن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة وأيضاً المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا، بما فيهم تقريباً ممثلو معظم الدول الغربية والشرق أوسطية التي لها علاقة مباشرة بالأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، حيث جرى الحديث عن أن الملفين السوري واليمني سيطغيان على هذه الفعالية. إذاً ما هي كينونة هذا المنتدى وتحديدا في هذه الدورة في ظل القضايا الدولية الراهنة وأحداث الشرق الأوسط.
وإلى أي مدى سنرى تقاطع المصالح السياسية مع المصالح الاقتصادية ما بين الدول التي تشارك في هذا المنتدى، ومدى انعكاساتها على التحول من حالة الحرب والدمار في منطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة التوافق والتعاون على توجيه المصالح الاقتصادية لهذه الدول، وبدء مرحلة الاستثمار السلمي من خلال إعادة البناء للدول التي نال منها ما يسمى بالربيع العربي. ونحن نعلم تماماً أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة كانت ومازالت حتى اللحظة تستخدم عمليات إسقاط بعض أنظمة دول المنطقة تحت شعارات الحرية والديمقراطية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية بحتة، ووصل بها الأمر إلى استثمار الإرهاب في هذا الجانب لتحقيق تلك الأهداف. ومن المعروف أن هذا المنتدى الدولي أصبح منذ تأسيسه عام 1997، منصة عالمية للاستثمار، وعقد الصفقات التجارية الكبرى بمليارات الدولارات. عدا عن كونه جعل روسيا وبالرغم من الحصار الاقتصادي الممارس عليها من نفس الدول التي تشارك فيه أصلاً سنوياً، جعلها عاملا مؤثرا في الاقتصاد العالمي وتوجهه نحو الاتجاه الصحيح في البناء والاستثمار، بما يخدم مصالح جميع الدول دون الدخول في أتون حروب مفتعلة لضخ الأموال الطائلة من بيع الأسلحة والخلافات السياسية.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم