ودارت اشتباكات عنيفة وعمليات التحام بشرية مباشرة استطاعت خلالها القوات المقتحمة من القضاء على أعداد كبيرة من المسلحين التابعين لجبهة النصرة والحزب التركستاني الذين حاولوا التوغل داخل أبنية الكلية والدفع بمجموعات انغماسية وانتحاريين لصد الهجوم.
وأفاد مصدر عسكري لمراسل "سبوتنيك"، أن العملية التي جرت صباح اليوم تم التحضير لها مسبقاً وخاصة بعد أن تمكنت وحدات الجيش والحلفاء قبل أيام من إسقاط التلال المحيطة بالكلية والتي جعلتها بالمرمى ومكنت الوسائط النارية من التمركز الصحيح بالقرب منها لتأمين دخول الوحدات المقتحمة تحت غطاء ناري كثيف ومباشر عبر نشر الرشاشات والصواريخ الموجهة، لتنطلق بعدها المجموعات عبر محوري تله "أم القرع"، والكلية الفنية، باتجاه كلية التسليح وقد استمرت الاشتباكات لعدة ساعات داخل الكلية.
وأضاف المصدر، أن الطيران الحربي واصل تحليقه أثناء الهجوم البري وقد ساهم في ضرب الأهداف المتحركة ومحاور الإسناد الناري للمسلحين وقد استطاع تدمير عدة عربات كانت تتحصن داخل المباني وخلف المساتر الرملية، إضافة لقتل عشرات المسلحين، كما تم قطع مصادر أسلحتهم التي كانت بحوزتهم لتصبح بذلك طرق إمداد الفصائل المسلحة شبه مغلقة وغير متاحة بين الريف والأحياء الشرقية الواقعة داخل المدينة.
تابع المصدر إن العملية العسكرية مستمرة وسيتم تباعاً خلال الساعات القادمة تأمين باقي الكليات وتقوم وحدات الهندسة في الجيش السوري بتمشيط المنطقة المحيطة بكلية التسليح لتأمينها ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المسلحون، فيما تجري عمليات أخرى على كلية المدفعية، حيث تواصل وحدات الجيش تقدمها وسط اشتباكات عنيفة يلعب بها العنصر البشري دوراً هاماً لكونها حرب شوارع وكتل أبنية وتشارك بها أيضاً عشرات المدرعات الثقيلة والعربات المصفحة.
ويشار إلى أن هجمات جوية عنيفة شهدتها الكليات العسكرية جنوب حلب سبقت الدخول البري وقد نفذت المقاتلات السورية الروسية عشرات الضربات المدمرة التي استهدفت أماكن تحصن المسلحين استخدمت فيها الصواريخ الذكية والقنابل شديدة الانفجار.