وأعلن يونكر في خطابه الذي ألقاه أمام البرلمان الأوروبي عن ضرورة تشكيل قوة عسكرية أوروبية مشتركة، موضحاً "ليس لدينا هيكلية دائمة وبدون هذا الأمر نحن غير قادرين على العمل بفاعلية، يجب أن ننشئ مقر قيادة أوروبية… يجب أن نعمل على إقامة قوة عسكرية مشتركة".
ولفت إلى أن هناك 22 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي تنتمي إلى حلف شمال الاطلسي (الناتو)، معتبراً أن طموحات الاتحاد الأوروبي العسكرية لن تؤثر على هذه العلاقة المهمة، وأن القوة الأوروبية المشتركة تتكامل مع الحلف في تعزيز الدفاع الأوروبي والتضامن بين ضفتي الأطلسي، بحسب قوله.
وأوضح المدير السابق لمركز الدراسات العسكرية، اللواء جمال مظلوم، في حديث لـ "سبوتنيك" أمس الخميس، أن تشكيل قوة أوروبية مشتركة فكرة ليست جديدة وهي قديمة خلال اندلاع العمليات العسكرية في صربيا وكوسوفو، وأن الذي قام بانهاء النزاع تدخل حلف شمال الأطلسي، ما اعتبرته الدول الأوروبية عدم وجود قوة خاصة بها بمثابة القصور الذي لا يسمح بقوات الحلف بالتدخل، مشيراً إلى أنه كانت هناك بوادر تشكيل تلك القوة من خلال النواة التي تشكلت من عناصر لحفظ السلام داخل الاتحاد الأوروبي من فرنسا وألمانيا. أوروبا تعتبر تشكيل القوة المستركة خطوة مهمة لحل النزاعات على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وعبر عن اعتقاده أن هذه القوة الأوروبية المشتركة في حال تشكيلها ستكون عبارة عن قوات للتدخل السريع لحل المشاكل داخل الاتحاد الأوروبي فقط، بمعنى النزاعات ذات الأسبقية أو الأولوية في سياسة الاتحاد الأوروبي، مثل عمليات الهجرة غير الشرعية وتوترات في المناطق التي تشهد نزعات انفصالية في عدد من الدول الأعضاء، وحتى لا تلجأ إلى حلف الأطلسي خاصة في الملفات التي تمس الأمن الأوروبي بصفة خاصة.
ووصف القوات الأوروبية المشتركة بأنها سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن يساعد في محاربة الإرهاب ومواجهة الهجرة غير الشرعية، وفي المقابل يمكن أن يسهل عملية التدخل في الشأن الداخلي للدول، مشيراً إلى تهديد قوات حفتر بالتدخل في حال عدم الانسحاب من الهلال النفطي، والاعتداء على قوات الجيش الليبي وبالتالي فهي تشكل تهديدا لبعض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن تشكيل القوة الأوروبية المشتركة حلم يمكن أن يتحقق خاصة في وجود وحدة اقتصادية وأخرى سياسية ولم يبق غير التعاون العسكري الذي يتحقق حاليا من خلال حلف شمال الأطلسي وبالتالي استكمال إجراءات الوحدة الأوروبية.
وأضاف المدير السابق لمركز الدراسات العسكرية أن هناك دولا أوروبية تسعى إلى أن تصبح قوى إقليمية كبرى بعيدا عن الولايات المتحدة التي تسيطر حاليا على كثير من دول القارة العجوز وأن القوة المشتركة يمكن أن تكون خطوة على الطريق، مستدركا أن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة هي استراتيجية وأن القوة الأوروبية المشتركة سوف تتعامل مع التهديدات التي تشكل أولوية لدى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه في حال تشكيل تلك القوات سيكون هناك تعاون مع حلف شمال الأطلسي في مواجه المخاطر التي تهدد الدول الغربية بشكل عام مثل الإرهاب والتطرف.
