تبدو الخلافات الحادة القائمة بين روسيا والولايات المتحدة، على طريقة التعامل مع الملف السوري وكأنها تسير نحو انعطافة جديدة، من شأنها تسعير الوضع أكثر مما هو عليه في سورية، وهذا يتضح تماما من حيث الهيستيريا التي تصيب الشخصيات الرسمسة الدبلوماسية والسياسية الأمريكية عندما يتم طرح الملف السوري على الطاولة في أي محفل دولي. ما قد يزيد الوضع تعقيداً هو زيادة حدة الاتهامات بين موظفي الخارجيتين في البلدين، حيث ذهب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى حد بعيد من الانتقاد للسياسية الأمريكية، حيث قال أن موسكو وواشنطن تمران في مرحلة خلاف حاد من حيث المفهوم حول سورية، وأكد في تصريحاته لوكالة "نوفوستي" أن واشنطن لم تبلغ موسكو حتى الآن بتعليق التعاون معها بشأن سورية، لكنه إنتقد بشكل حاد ممثلي الإدارة الأمريكية واصفاً تصرفاتهم بالهستيرية كلما فتح الملف السوري للنقاش واعتبر تصريحاتهم على أنها سياسة إبتزاز.
مع العلم أن روسيا صرحت غير مرة، أنها مستعدة لمتابعة التعاون والحوار مع الولايات المتحدة لأجل إيجاد صيغة للتعامل مع التطورات الراهنة، والحفاظ عل اتفاق التاسع من أيلول والاستمرار بتطبيقه. كما وقطع الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الطريق على مشروع قرار تقدمت به فرنسا وإسبانيا بشأن فتح كوريدور إنسان لإنقاذ المحاصرين في حلب، وهذا ماقد يزيد حدة التوتر والتعقيدات كون هاتين الدولتين لايمكن أن تطرحا مثل هذا المشروع المشبوه بدون علم الولايات المتحدة كما من قبله المساعدات الإنسانية السابقة والتي كانت تنقل أسلحة ومعدات حربية للمسلحين والمجموعات الإرهابية في حلب.
من جهة أخرى يستمر الجيش العرب السوري في التقدم على جبهة حلب ويدعو المسلحين للإنسحاب من شرق حلب مقابل ضمانات، دون أن يكترث لما يجري على الساحة الدولية من كباش سياسي بشأن سورية، وهذا هو أحد اهم أسباب الهستيريا التي تصيب الولايات المتحدة وحلفائها جراء الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفائه على المجموعات الإرهابية التي تعد الأمل الأخير للولايات المتحدة للمناورة مع روسيا في حال حققت أي تقدم أو انتصار على الأرض.
إذا كيف سيتطور المشهد السوري في ظل هذه التعقيدات؟
وهل يمكن بالفعل بعد هذه الخلافات والسجالات الحادة أن يصل الطرفان الروسي والأمريكي إلى صيغة من شأنها رأب الصدع والسير في تطبق الاتفاق المبرم بينهما؟
وكيف سيتعامل المجتمع الدولي مع هذه القضية بعد أن تسلمت روسيا رئاسة مجلس الأمن في أهم وأدق مرحلة من مراحل الحرب على سورية؟
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد فهد حيدر
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم