منذ أيام قليلة تداولت وسائل إعلام عربية صورة الطفلة السورية عهد الحاضري التي لم تتجاوز الحادية عشر من العمر من محافظة حلب متهمة الطيران الروسي — السوري أنه المسبب في المصيبة التي حلت على هذا المنزل
وكالة "سبوتنيك" قامت بزيارة لعائلة الطفلة المتضررة في المشفى التي تقيم به حالياً بمحافظة حلب لمعرفة الحقيقة التي تخفيها وسائل الإعلام المضللة.
حيث أكد والد الطفلة علاء الحاضري لمراسل "سبوتنيك" أنه يسكن في منطقة تقع تحت سيطرة الجيش السوري وهي الجابرية. نافياً ما تم تتداوله بوسائل إعلام عربية وأجنبية أن منزله تعرض لقصف الطيران الروسي — السوري.
وأكمل والد الطفلة عهد القصة الحقيقة هي أن ابني الصغير أحمد وعمره ست سنوات والذي توفي جراء الحريق الذي حدث بالمنزل استيقظ باكراً وقام بإشعال شمعة لأنه يريد الدخول إلى الحمام وكان جميع أفراد العائلة في نوم عميق، استيقظت الأخت الكبرى وشاهدت منظر الدخان الكثيف في المنزل لذلك قامت بإيقاظ الأم، ومن رعبة الأم بدل من أن تأخذ الأطفال وتخرج بهم خرجت وصرخت للجيران لإنقاذ أطفالها وعندما فتحت باب المنزل اشتعلت النيران أكثر، تمكنت ابنتي الكبيرة من الخروج ولكن عهد وأحمد بقيا في الداخل، حيث استطاع الجيران اخراج عهد فقط وتم إسعافها لمشفى الرازي في حلب لتتلقى العناية ويتم إنقاذ حياتها.
يتابع علاء: تعرضت طفلتي لحروق من الدرجة الثالثة وهي تحتاج إلى العديد من عمليات التجميل لترميم ما عبثت به النيران، على أمل أن أجد من يساعدني لقد كسرتني فهي فتاة صغيرة بالصف الرابع كانت حنونة وطيبة القلب ومجتهدة في المدرسة كانت تحلم كثيراً، أدعو الله أن يكون معها لتقف من جديد وتعود لحياتها الطبيعية
وأعود وأكرر أن صور الأطفال ليست وسيلة لكسب الحرب فليس من المعقول أن يتم استغلال صور أطفالنا من أجل الحرب اللعينة
يقول علاء: وصلتني صورة من مصر أن الفتاة معروضة في الصحافة المصرية ويتم التعليق على الموضوع بأن قصف الطيران الروسي — السوري أدى بحياة طفلة وأنا أكذب الخبر فليس من المعقول أن أسكن في منطقة الجابرية وهي تحت سيطرة الجيش السوري ويتم قصف منزلي لذلك أؤكد أنني لم ولن أفكر بالخروج من محافظتي التي خلقت وترعرعت بها مهما حدث.
وفي سياق متصل يشرح الطبيب المتابع لوضع الطفلة عهد لوكالة " سبوتنيك" الدكتور علاء الدين علو قائلاً: وصلت إلى مشفى الحروق الطفلة عهد حاضري عمرها 11 سنة مصابة بحروق في الوجه والكتف والطرفين العلويين درجة ثالثة وبالأطراف السفلية درجة ثانية قدمنا لها الإسعافات اللازمة والإنعاش والضماد اللازم.
ويكمل الدكتور قائلا: تجاوزنا مرحلة الخطر وهي بوضع مستقر ولكن تحتاج إلى الوقت لتجاوز الأمور بشكل كامل ويمكن تخريجها إلى المنزل، لافتاً إلى أن الحروق من الدرجة الثالثة تترك ندبات وأنسجة ندبية مشوهة لذلك تحتاج إلى عمليات التطعيم اللازمة لكي نختصر من التشوهات التي ستنتج حتى لا يحدث لديها إعاقات ونحد قدر الإمكان من التشوهات.
