ستة عشر يوما هي المهلة المستمرة حتى الآن لتنفيذ واشنطن لتعهداتها وفق اتفاق 9/9 في جنيف، ولعلها الفرصة الأخيرة قبيل توقيت ساعة الحسم العسكري لإستئصال الإرهاب في عموم سورية، وبالأخص الأحياء الشرقية للمدينة حلب، تزامنا مع وصول حاملة الطائرات العملاقة "أميرال كوزنينتسوف" قائدا لقوة بحرية روسية مدمرة زلزلت البحر المتوسط.
فإعلان السيد شويغو واضح لا لبس فيه، أن العملية إن انطلقت لن تتوقف تحت مسميات سياسية فمهلة الـ16 يوما كانت كافية وقبلها الكثير من المهل انطلاقا من مهلة 15 تموز ووصولا إلى مهلة 9/9 وحتى اليوم. وتبعت هذه التصريحات مؤخراً تصريحات شديدة اللهجة من الكرملين، حيث أكد دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، أن إعادة فرض الهدنة في حلب ضرب من المستحيل إذا ما استأنف المسلحون هجماتهم.
فيتالي تشوركين، المندوب الروسي في مجلس الأمن، يؤكد أنه لن يكون هناك انتصار على "داعش" مالم تنشر معلومات حول ممولي التنظيم الخارجيين، ويؤكد أيضا عدم التوافق الدولي حول آلية الرقابة على "الكيميائي" في سوريا
شويغو يضبط ساعة الحرب على الإرهاب، فهل الولايات المتحدة مستعدة لتلقي الضربات الموجعة والقاضية على أذرعها في سورية، أم أن مبادرة ما أمريكية باتت جاهزة، تضمن تنفيذ الشروط الروسية كاملة غير منقوصة، تبقى كل هذه السيناريوهات رهنا بتطورات الحدث الحلبي، فهل يخيم أجواء الهدوء وتخفيف التوتر التي أشاعها انتخاب الجنرال عون رئيسا على مجمل الأزمات المشتعلة، أم أن لبطرس الأكبر كلاما آخرا.