سبوتنيك: بداية ضيفي الكريم، في رأيك لماذا كل هذا الإقدام الإسرائيلي على توسيع المستوطنات الإسرائيلية في هذا التوقيت تحديدا ؟
الضيف: في الحقيقة هناك هجمة شرسة استيطانية، وحكومة نتنياهو الحالية هي في الأصل حكومة ذات مشروع استيطاني، وبعض وزرائها يسكنون في مستوطنات في الضفة الغربية، ولو انسحب المستوطنون ستسقط الحكومة، وللأسف الشديد إن الوضع الفلسطيني لا يحتمل ذلك، وبجانب أن الاستيطان هو سياسة قديمة إلا أن الجديد في هذه الفترة هو محاولة تهويد القدس الشرقية وهو أمر مخيف وتطور خطير أمام ضعف فلسطيني.
الضيف: هذه الحكومة لا تفرق معها مسألة التقنين، ولكن هي سياسة موجهة لأمريكا وللدول الأوروبية بزرع بعض البؤر الاستيطانية،ي ومن ثم نزع هذه البؤر مقابل السكوت على الكتل الاستيطانية الكبيرة ويظهروا أمام العالم أنهم يقفون ضد الاستيطان العشوائي.
سبوتنيك : كيف رأيت بيان وزارة الخارجية الفلسطينية بأن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة تغلق الباب نهائيا أمام فرص إقامة الدولة الفلسطينية؟ ولمن تراه موجها؟
الضيف: هذا البيان موجه إلى المنظمات الدولية وإلى العالم بأسره، ولكنه جزء من مجموعة بيانات لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، وحينما نعود إلى سياسة الاستيطان فهي مستمرة، ولكن رد الفعل الفلسطيني الضعيف هو الذي أعطى الفرصة لحالة التغول الإسرائيلي، ويجب أن تكون هناك مواجهة عملية على الأرض من خلال المقاومة الشعبية التي فشلت للأسف.
سبوتنيك : دعني سيدي أقف فقط عند ما ذكرته الآن من فشل المقاومة الشعبية، في رأيك لماذا فشلت المقاومة الشعبية وكيف يمكن أن تعود ثانية ؟
الضيف: من أفشل المقاومة الشعبية هي السلطة الفلسطينية نفسها للأسف لأنه لا توجد هناك نية حقيقية لدى السلطة للمواجهة، والرأي العام العالمي كان يتفاعل مع المقاومة الشعبية، لكن الآن السكان يواجهون الاستيطان بصدور عارية في الضفة الغربية ووصل الحد في الاستيطان بالاستيلاء على أراضي السكان ،وليست الأراضي العامة وعليه يجب تجاوز الخلافات الداخلية داخل السلطة الفلسطينية وداخل المجتمع الفلسطيني أولا ثم النظر إلى الدور العربي.
الضيف: للأسف الشديد كانت القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في السابق، لكن في الانتخابات الأخيرة كانت رقم خمسة في القضايا الخارجية، وكنا نعول في السابق على باراك أوباما في بداية ولايته، ولكن ماذا رأينا من أوباما غير أن أكبر عملية دعم أمريكي للاحتلال الإسرائيلي كانت في عهد أوباما. نحن بحاجة إلى حالة استنهاض داخلي وأن لا نعول على أحد. كما نحن بحاجة إلى حالة استنهاض عربي.
أجرى الحوار: يوسف عابدين