يبدو من التطورات الأخيرة على جبهة القتال الشمالية من الجغرافيا السورية، وفي ظل تحرير عدد كبير من المناطق والموقع الاستراتيجية من الإرهابيين، يبدو أن الجيش السوري وحلفاءه عقدوا العزم على السير نحو تحرير كامل هذه الجغرافيا، في الوقت الذي استطاع فيه الجيش العراقي والحشد الشعبي تحرير الكثير من المواقع والمناطق التي يتمركز فيها تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق نحو الحدود السورية والأردنية، حيث استطاعت قوات من حماية الطرق الخارجية العراقية، اليوم الجمعة، من تحرير مقر عسكري تابع لها، وطريق يربط قلب غرب العراق، بقضاء الرطبة الحدودي مع الأردن، ما يشكل إسنادا كبيرا للجيش السوري، انطلاقا من تطويق هذا التنظيم في بقعات جغرافية محددة لصالح الطرفين العراقي والسوري من ناحية أخذ زمام المبادرة. بالمقابل شكلت هذه التطورات حصارا كبيراً على القوات التركية التي تدعم ما يسمى الجيش الحر في جبهة حلب، وتلقت ضربة لرتل كان يجمع هذه القوات في منطقة قريبة من مدينة الباب، دون أن يتم التأكيد عن مسؤلية أي جهة عن هذه الضربة التي صدعت الموقف التركي، وأخرجت رئيس الوزراء بن علي يلدريم عن طوره، فراح يرمي التهديدات يمنة ويسرة، ويتوعد بالانتقام.
على الطرف الآخر، يعرب ديمستورا عن قلقه على المدنيين شرق حلب، ويدافع عن كيري وأوباما اللذين لم يستطيعا طوال سنوات حكمهما تقديم أي شيء يذكر في الحرب على الإرهاب، ويؤكد.أنهما مازالا يعملان من أجل تحقيق السلام في سوريا قبل نهاية ولاية أوباما. أما الجانب الروسي فيؤكد على أنه لديه دلائل دامغة حول استخدام المواد السامة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في ظل هذه التطورات، يمكن القول إن الموقف السوري والروسي وحلفائهما صلب وأفضل من ذي قبل بمرات كثيرة، ما يسمح لهما بالمناورة والقدرة على تحقيق الكثير من الإنجازات السياسية والميدانية.
لكن في ظل التطورات الحالية مع تركيا، في أي اتجاه يمكن أن تتطور الأوضاع؟
وهل يستطيع التركي بالفعل تنفيذ تهديداته على أرض الواقع وهو الذي اعتدى على سيادة دولة جارة؟
وكيف ستتعامل إدارة أوباما فعلا قبيل رحيلها مع قوة الموقف الروسي السوري بشكل عام؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء رضا أحمد شريقي، إعداد وتقديم: نواف إبراهيم