وأعلن ترامب ترشيحه لريكس تيلرسون لشغل منصب وزير الخارجية في 13 كانون الأول/ديسمبر 2016، وكان من أول الترشيحات التي أعلن عنها ترامب في إدارته لحكم الولايات المتحدة.
تيلرسون، 64 عاماً، هو رئيس مجلس إدارة "إكسون موبيل" منذ عام 2004، ويعمل بالشركة منذ أكثر من 40 عاماً، الأمر الذي أثار استغراب مراقبين للشأن الأمريكي، كونه بلا تاريخ في العمل السياسي أو الحكومي، وتركز خبرته في مجال الطاقة.
معروف عن تيلرسون علاقته الجيدة بموسكو، وبمعرفته الشخصية الجيدة بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي منحه وسام الصداقة الروسية في عام 2013. وأثناء إدارته لـ"إيكسون موبيل" وقع تيلرسون اتفاقاً مع شركة النفط الروسية الحكومية "روسنفط"، لتتمكن شركته من التنقيب عن النفط في القطب الشمالي، مقابل السماح لـ"روسنفط" بالاستثمار في عمليات "إيكسون موبيل" في عدد من الدول.
ريكس تيلرسون
© AP Photo / Manuel Balce Ceneta
وأثار ترشيح تيلرسون الكثير من التساؤلات بشأن افتقاره للخبرة السياسية، وعلاقته بالرئيس الروسي، خاصة مع تساؤلات سرت بين أعضاء الكونغرس الأمريكي، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حول احتمالات سعي تيلرسون لرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على روسيا، على خلفية أحداث القرم.
قبل ذلك، في 7 كانون الأول/ديسمبر 2016، أعلن ترامب ترشيحه للجنرال جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، الذي وصفه بأنه "أحد الجنرالات الأكثر فاعلية في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة".
كان ماتيس قائداً في سلاح البحرية الأمريكية قبل بلوغه سن التقاعد، وشارك على المستوى القيادي في حربي أمريكا في العراق وأفغانستان. ويبلغ من العمر 66 عاما، وتقاعد عن منصبه كقائد للقيادة المركزية الأمريكية عام 2013.
ويتبنى ماتيس سياسة عدائية تجاه إيران، خلقت توتراً بينه وبين إدارة باراك أوباما. وكان ماتيس وصف إيران بأنها "حالة خاصة، يجب التعامل معها كتهديد للاستقرار الإقليمي، فيم يتعلق بالنشاط النووي وغيره". كما دعا ماتيس إلى تبني عقيدة أمنية جديدة تجاه الشرق الأوسط "مبنية على سياسة صحيحة".
وحصل ماتيس على موافقة الكونغرس الأمريكي على توليه المنصب، الأسبوع الماضي، حيث كان يلزم حصوله على موافقة خاصة من الكونغرس لتقاعده عن العمل العسكري منذ سبع سنوات.
جنرال متقاعد آخر رشحه ترامب لأحد الوزارات السيادية، وهو الجنرال جون إف كيلي، القائد السابق في البحرية الأمريكية، التي خدم فيها قرابة 45 عام، قبل أن يتقاعد العام الماضي.
الجنرال جيمس ماتيس
© AP Photo / Matt Dunham
كيلي، 66 عاماً، كان قائداً للقيادة الأمريكية الجنوبية، أي أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي، حيث كان يدير العلاقات مع تلك البلدان، بما في ذلك سجن غوانتانامو المثير للجدل.
كان كيلي على خلافات سياسية مع الرئيس باراك أوباما، خاصة فيم يتعلق بأمن الحدود الجنوبية، مع المكسيك.
شارك كيلي في حربي العراق وأفغانستان. وفقد ابنه روبرت، وكان ملازم أول في البحرية الأمريكية، في حرب أفغانستان عام 2010.
ومن خارج المؤسسة العسكرية رشح ترامب عضو الكونغرس لسنوات عديدة، مايك بومبيو، مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، الذي عُرف بتوجيهه الاتهامات لمنظمات ودعاة مسلمين بتفجيرات بوسطن، عام 2013.
بومبيو أحد المعارضين بشدة لإغلاق سجن غوانتانامو، كما أعلن صراحةً رفضه للاتفاق النووي مع إيران، ودعا إلى "إعدام" موظف المخابرات المركزية، إدوارد سنودن، الذي سرب تفاصيل تجسس الوكالة على ملايين الأشخاص، باستخدام برنامج التجسس "بريسم". وشدد بومبيو غير مرة على أهمية عمل وكالات الأمن الأمريكية على جمع المعلومات، وزيادة نفوذ الإدارة الأمريكية بهذا الصدد، دون قيود، من أجل حماية أمنها القومي.
ولوزارة المالية رشّح ترامب ستيفن منوشين، 53 عاماً، للمنصب. وهو مسؤول كبير في شركة "غودلمان ساكس" المالية، ومنتج أفلام سينمائية، وخريج جامعة ييل، أحد أهم الجامعات بالولايات المتحدة والعالم.
استحوذ على بنك "إينديماك" الذي كان على شفا الإفلاس مع الأزمة المالية عام 2008، وأنقذه من الغرق، في عملية ناجحة لاقت إشادة من المجتمع المالي الأمريكي.
منوشين، المليونير، قال إن أولويته الأولى ستكون إصلاح نظام الضرائب، مشيراً إلى أنها ستكون أكبر عملية تغيير ضريبي منذ عهد الرئيس السابق رونالد ريغان. موضحاً أنه سيخفض الضرائب على الدخل، وكذلك ضرائب الشركات، من 35% إلى 15%. وهي سياسة يقول مراقبون إنها ستفيد فاحشي الثراء من الأمريكيين، دون إفادة تذكر لعموم الفقراء.
منوشين هو وزير المالية الأمريكي الأول من القطاع البنكي وليس من داخل الحكومة، منذ تعيين المدير التنفيذي لغولدمان ساكس، هانك باولسون، عام 2006، من قبل الرئيس الأسبق جورج بوش. وكان باولسون من يدير القطاع المالي الأمريكي خلال الفترة 2006-2009، وكان واحد ممن اتهمهم الخبراء في التسبب في الأزمة المالية.
