وعندما ألقى ماكرون خطاب النصر بعد فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين أحضر زوجته إلى المنصة وشكرها ليقابل بتصفيق حاد من الحاضرين.
وقال ماكرون وقد غلبته مشاعره "بريجيت دائما حاضرة والآن أكثر من ذي قبل ولولاها لما كنت ما أنا عليه" فراح المئات من أنصاره يهتفون باسمها.
كان الاثنان شخصيتين مجهولتين تماما عند تعيين ماكرون وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولوند في أغسطس آب عام 2014 واستقالت بريجيت ماكرون، التي كان اسمها قبل الزواج بريجيت ترونيو، من عملها بالتدريس بعد ذلك بعام لمساعدة زوجها الشاب الطموح.
وفي وزارة الاقتصاد اتسم وجودها بالتحفظ خلال الاجتماعات مع المسؤولين بمبنى الوزارة الحديث على نهر السين في شرق باريس.
ولم يعلن خوض انتخابات الرئاسة إلا بعد ذلك بثلاثة أشهر في يوم 16 نوفمبر تشرين الثاني 2016 غير أنه بحلول ذلك الوقت كان قد بدأ يجعل العلاقة معها، وهي التي تكبره بنحو 25 عاما، جزءا لا يتجزأ من ظهوره العلني.
وفي الشهور التي سبقت ترشيحه رسميا اكتشفها الشعب الفرنسي في سلسلة من التقارير على غلاف مجلة باري ماتش واسعة الانتشار منها صورة للزوجين في أغسطس آب 2016 على الشاطئ بدت فيها الزوجة الشقراء ضئيلة الجسم بسمرة الشاطئ وهي ترتدي مايوه السباحة من قطعة واحدة.
وكان العنوان "إجازة العشاق قبل الهجوم".
وفي فيلم وثائقي إذاعته قناة فرانس 3 التلفزيونية في نوفمبر تشرين الثاني 2016 قبل أيام من إعلان ماكرون ترشيح نفسه عرض الزوجان لقطات فيديو من أيام ماكرون وهو يؤدي دوره في المسرحية المدرسية التي التقيا من خلالها وكذلك لقطات من حفل زواجهما عام 2007.
وفي الفيديو يقول ماكرون "شكرا لتقبلنا كزوجين غير عاديين" في مراسم الزواج التي حضرها أبناء بريجيت الذين كانوا كبارا في ذلك الوقت. وكان هو في الثلاثين تقريبا وهي في الرابعة والخمسين.
وكثيرا ما يتهكم رسامو الكاريكاتير والبرامج الساخرة في الإذاعة والتلفزيون على فارق السن بين الزوجين ويصورون ماكرون في صورة التلميذ الذي يتلقى التوجيهات من معلمته.
ويقول أنصار ماكرون إن هذه النكات معادية للمرأة وإن أحدا لن يطرف له جفن إذا كان الوضع معكوسا وكان الزوج أكبر من الزوجة. ويماثل فارق السن بين ماكرون وزوجته ذاك الفارق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا.
ولا تأبه بريجيت بهذا التهكم بل كانت تشارك في المزاح قائلة إنه إذا كان يريد أن يرشح نفسه للرئاسة فعليه أن يعجل بذلك وهى لا تزال حسنة المظهر.
ولدت بريجيت في 13 ابريل عام 1953 الأخت الصغرى بين ستة أبناء لعائلة ثرية تعمل بصناعة الشوكولاته في بلدة اميان الشمالية وتزوجت مصرفيا أنجبت منه ثلاثة أبناء.
وقال هي لقناة فرانس 3 "شيئا فشيئا وقعت بالكامل تحت سحر ذكاء هذا الصبي الصغير".
وعندما انتشرت الشائعات ترك ماكرون اميان لإتمام السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية في مدرسة ليسيه أنري الرابع المرموقة في باريس والتي تعد مفرخا تقليديا للنخبة الفرنسية.
ويقول كتاب سيرة ماكرون إنه قال لبريجيت "لا يمكنك أن تتخلصي مني. سأعود وأتزوجك."
وسئل ماكرون ذات يوم عن الدور الذي قد تلعبه بريجيت في الاليزيه إذا ما انتخب رئيسا فقال إنه سيقترح في الأسابيع الأولى من رئاسته دورا رسميا بلا مقابل مالي للسيدة الأولى وسيؤخذ برأيها في تحديد ماهية هذا الدور.
وقال "سيكون لها وجود. وسيكون لها صوت ورؤية للأمور. ستكون بجانبي كما كانت دائما. لكن سيكون لها أيضا دورا عاما".