في ذكرى النكبة هل ينتظر الفلسطينيون نكبة جديدة من الإدارة الأمريكية الجديدة؟

ضيف حلقة اليوم: عضو الكنيست الإسرائيلي، رئيس "الحزب القومي العربي" محمد حسن كنعان

تعيش منطقة الشرق الأوسط في هذه الأيام حالة من الترقب الحذر تسودها حالة موازية من التشنجات السياسية والإعلامية مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين، حيث ينتظر الشعب الفلسطيني هذه الزيارة بكثير من الإهتمام لما يمكن أن ينتج عنها من تحولات من شأنها أن تفض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولو بشكل جزئي مما يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني في حال وفى ترامب بوعوده للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في أن ينصرهم أمام التعسف الإسرائيلي في عدة قضايا وملفات وفي مقدمتها ملف الاستطيان وملف الأسرى الذين يستمرون في إضراب الكرامة احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة أن هذه الزيارة تأتي في ظل إحياء الذكرى الـ69 لنكبة الشعب الفلسطيني، ولا يغيب هنا أمر هام جداً هو موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية، الأمر الذي أثار امتعاض الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وقيادات إقليمية ودولية، لما لهذا الإجراء من أثر سلبي كون هذه المدينة تعتبر من المقدسات الإسلامية والمسيحية والتي تعتبر محجاً دينياً مقدساً لهم عدا عن الاعتبارات الشعبية والسياسية والتاريخية والثقافية الأخرى.

فهل تأتي مجريات الأحداث وهذه الزيارة  فقط في إطار التصعيد الإعلامي السياسي لتوسيع ساحة المناورة أمام الضغط الداخلي والإقليمي والدولي الحالي لجهة دعم الشعب الفلسطيني؟

 وهل تأتي زيارة ترامب لتحقيق مكاسب سياسية بغض النظر عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني بل والمنطقة ككل؟

وهل ينتظر الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة، نكبة جديدة من الإدارة الأمريكية الجديدة؟

هذه التساؤلات وغيرها نطرحها اليوم على عضو الكنيست الإسرائيلي، رئيس الحزب القومي العربي، محمد حسن كنعان، الذي قال:

اليوم الأوضاع في المنطقة صعبة، وبتقديري أن القيادة الفلسطينبية والشعب الفلسطيني ينتظرون أي تطور إيجابي في هذه الزيارة وينتظرون من الإدارة الأمريكية الجديدة الكثير، ولو كنت أنا شخصياً لا أعول كثيراً على هذه الإدارة في أن تحدث تغييراً في المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في كافة الملفات بما فيها ملف الأسرى الذي يقومون بإضراب الكرامة والحرية، وترامب اليوم لم يتفحص الوضع في الشرق الأوسط، ولم يحدد موقف الإدارة الأمريكية من وجود دولة فلسطينية مستقلة بكيانها، أم دولة ثنائية القومية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وهذه العملية ستحدد من خلال هذه الزيارة، ومن دون أدنى شك ترامب يريد أن يحقق مكاسب عينية للإدارة الأمريكية، وبنفس الوقت أنا أشكك في نية الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية، معللاً أن الرئيس ترامب يدرك تماماً أن هذا الأمر سيثير غضبا إقليميا ودوليا وفي الشارع الفلسطيني لأنه يتعارض ويتناقض مع قرارات الشرعية الدولية التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مجلس الأمن، بحيث اعتبرت القدس الشرقية أرض محتلة منذ عام 1967، ولا يجوز أن تنقل أي سفارة كانت إلى القدس وهي أصلاً موقع الحدث والخلاف، لكن الرئيس ترامب صرح بمثل هذه التصريحات خلال الحملة الانتخابية لكي يكسب الشارع اليهودي، ونحن نعلم أن ترامب كان له تصريحات لم يتمكن من تحقيقها وتنفيذها بعد نجاحه والآن تغيرت الأجواء وهناك شركاء دوليين في هذه القضايا، لذلك هو يعيد النظر حالياً في تصريحاته السابقة لكي يتمكن من إيجاد فرص للتعاون بينه وبين دول المنطقة، كما أن نقل السفارة سوف يتسبب بضرر كبير  لعملية السلام، ومن المفروض أن يسبب ضررا للعلاقات ما بين إسرائيل والأردن وبين إسرائيل ومصر، وباقي الدول التي تتناغم مع إسرائيل في حين آخر من تحت الطاولة أو فوقها ومنها الكثير من دول الخليج، بالتالي ترامب يدرس موضوع مقايضة نقل السفارة إلى القدس وماذا سيقدم للفلسطينيين لكي لا يثير غضب الشارع الفلسطيني وغضب الأحرار في العالم العربي والإسلامي لأن هذه الخطوة خطرة وتعد تعديا للخط الأحمر.

الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة

© AP Photo / Tsafrir Abayov

وأردف كنعان قائلاً:

ترامب ما بعد الانتخابات ليس ترامب ما قبلها فهو يريد أن يتصرف الآن بحكمة آخذاً بعين الاعتبار الاستحقاقات والموازين الدولية ودول المنطقة فهو لا يريد أن يقحم نفسه في أزمة جديدة غير الأزمة السورية التي تتخبط فيها الولايات المتحدة حالياً في سورية مع باقي دول العالم، أما بخصوص موضوع الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية الإسرائيلية التي يجري الحديث عنها، وموضوع قومية الدولة فهذا أمر خطير جداً، ونحن ندرك أسس هذه الإجراءات وتصنيفات مثل هذه القوانين كقانون قومية الدولة التي تسعى إسرائيل لتمريره، فهو معارض لقانون القومية وهو يصنف كسياسة الأبارتيد ويؤكد على أن إسرائيل دولة أبارتيد من الدرجة الأولى، وعلى العالم أن يتعامل مع إسرائيل كما تعامل مع الأبارتيد في جنوب أفريقيا الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني وضد قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ويشطب حق العودة الحق المقدس للمهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني وكل الشعب الفلسطيني، خاصة أن الشعب الفلسطيني يحيي هذه الأيام الذكرى  الـ69 للنكبة. 

واستطرد كنعان قائلاً:

اقتراح الرئيس بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو هو فكرة جيدة واقتراح جيد، ولكن باعتقادي أن نتنياهو لن يقحم نفسه في مثل هذه اللقاءات لأنها تعتبر ضاغطة ومؤثرة على الجانب الإسرائيلي، لذلك يتهرب منها، ولقد كانت لقاءات مماثلة في السابق أمريكية فلسطينية إسرائيلية لكنها لم تحرز أي تقدم ملحوظ في حل النزاع، وبالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يتضامن مع حملة إضراب الكرامة والحرية الذي يقوم به الأسرى الفلسطينيون لمواجهة القمع والغطرسة الإسرائيلية في السجون، ولكن مع كل ذلك نتمنى أن يكون هناك نتائج إيجابية لمثل هذه اللقاءات، لكن أستبعد أن يعمل نتنياهو على إنجاح مثل هذه اللقاءات أو يعمل لصالح هذا التوجه، وهنا لابد من الإشارة إلى الخلاف الفلسطيني الفلسطيني حتى على مستوى التضامن والمشاركة مع إضراب أسرى السجون الإسرائيلية فقد عدلت عنه كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وهذا يؤثر على جبهة المواجهة ودعم القضية الفلسطينية وخاصة في هذه المرحلة الصعبة من مواجهة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي.

وختم كنعان حديثه بالقول:

نتمنى أن تعود زيارة الرئيس ترامب بنتائج إيجابية عل القضية الفلسطينية وعلى مجمل الصراع في منطقة الشرق الأوسط لأنه من المهم جداً أن تقوم الإدارة الأمريكية بدورها.

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم