في الوقت ذاته، لفتت وسائل إعلام لبنانية إلى أن أوساط رئيس الجمهورية
تضع الهجوم السعودي في خانة "الرسائل"، مؤكدة أن "الرئيس لم يتغير، بل من تغير فعلياً هو المملكة السعودية.
وهذا كان واضحاً في خطاب القسم، وأتى البيان الوزاري ليؤكد على كلامه. موقفا الرئيس عون ولبنان معروفان مسبقاً، وقد دعي بعد تلاوتهما إلى الرياض، وبالتالي الرئيس لم يغيّر شيئاً في سياسته منذ انتخابه، وهو حريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية حيث يستشهد دائماً بميثاق جامعة الدول العربية الذي يقول بعدم التدخل في شؤون الدول العربية.
وكان الرئيس ميشال عون قد أعلن الأسبوع الفائت أن "ما قاله الوزير باسيل عن الموقف اللبناني من إعلان الرياض صحيح مئة في المئة". موقف رئيس الجمهورية الرافض اتهام "حزب الله" بالإرهاب فجّر الغضب السعودي ضدّه، حيث صوّبت المملكة إعلامها نحوه مستخدمة الانتقاد والتجريح عبر صحفها المحلية الرسمية.
للتعليق على هذا الموضوع ينضم إلينا من بيروت وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور
ماسبب الهجوم الإعلامي السعودي على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟ هل له علاقة مباشرة بإعلان الرياض هذا أم أن هناك أسبابا أخرى؟
كلام الرئيس عون لم يختلف عما جاء عقب البيان الحكومي من حيث التأكيد على البيان الوزاري. والسعودية كانت أول من أشاد بهذا البيان ودعت على إثره رئيس الجمهورية لزيارة الرياض.إذا ماذا تغير في الأمر، أو بالأحرى ماذا تريد السعودية من لبنان؟
يقول وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور في حديث لإذاعتنا، بالنسبة لما صدر عن القمة الأمريكية-الإسلامية في الرياض، سبق للبنان أن أوضح أنه لم يكن على علم واطلاع على البيان، والبيان صدر أثناء عودة الوفد اللبناني من الرياض. كما أنه من حق لبنان أن يتحفظ أو يتجنب أو ينأى بنفسه عما صدر عنه لأنه في نهاية الأمر يوجد للبنان وجهة نظر فيما يتعلق بقضايا المنطقة وفيما يتعلق بوضعه الداخلي، وهذا الموقف اللبناني يجب أن لا يفسر من قلبل الأصدقاء والأشقاء بغير تفسير، ولذلك عندما نرى أن الصحافة السعودية تشن حملة على لبنان، لا أعتقد أن هناك مبررا لهذه الحملة، خاصة أن رئيس الجمهورية لم يصدر عنه يوما تصريحا أو كلمة تسيء لعلاقات لبنان للدول العربية الشقيقية أو يوجه كلمة ضد هذه الدولة، غير أن الصحافة قد تمادت في حملتها العشوائية على لبنان وعلى رئيسه، لكن لا أتصور أن هذا سيؤثر على موقف لبنان حيال هذه القضايا.
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية قد أشارت إلى أن الرئيس ميشال عون يرفض إعلان الرياض الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأمريكية لأنه وسم "حزب الله" بالإرهاب، ويدعم وزير خارجيته جبران باسيل الذي ادعى أن الإعلان صدر وهو في الطائرة بطريق عودته إلى بيروت رغم حضوره كامل أعمال القمة، وموافقته على ما تناولته من قضايا.