إثر تصريح المتحدث باسم الجيش الأمريكي ريان ديلون بأن بلاده قد عززت من تواجد قواتها بمحيط بلدة التنف في البادية السورية جنوب شرق سوريا، و إشارته إلى أن تلك القوات باتت مستعدة لمواجهة أي تهديد من قبل القوات الرديفة للجيش السوري الموجودة في منطقة عدم الاشتباك.
أعلن الجيش السوري أنه تمكن، خلال يوم السبت، استعادة السيطرة على منطقة واسعة في البادية السورية تبلغ مساحتها 1400 كيلومتر مربع.
فما هي آخر التطورات العسكرية في جنوب سوريا وبالتحديد منطقة البادية جنوب شرق سوريا على الحدود بين العراق والأردن وسوريا.. و هل عقد الجيش السوري العزم على استعادة السيطرة على هذه المنطقة و عما إذا كانت الأوضاع هناك تنذر بقيام مواجهة مباشرة بين القوات الأمريكية والسورية؟
في هذا الصدد أكد الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط، أن أهداف أمريكا من التواجد في منطقة التنف الواقعة على مقربة من نقطة تقاطع الحدود الثلاثية ما بين الأردن وسوريا والعراق شرقي البادية السورية، التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها، هو أن تتخذها منطقة فصل لمحور المقاومة في جزئه الشرقي المتمثل في إيران عن محور المقاومة في جزئه الغربي المتمثل في سوريا ولبنان.
لكن الذي حدث في الميدان بحسب حطيط هو وضع الجيش السوري لخطة استراتيجية مدعوما من حلفائه و في مقدمتهم روسيا بالتقدم نحو المنطقة للإجهاز على خطة الفصل الأمريكية وقطع الطريق على أي مشروع يمكن أن تطرحه أمريكا لتقسيم سوريا، مشيرا إلى أن قوات الجيش السوري أصبحت على بعد نحو 40 أو 50 كم من التنف وهو ما يقلق واشنطن.
وقال إن العملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في البادية تسير حتى الآن وفقا للخطط المرسومة، لافتا إلى أن الجيش استطاع في الأسبوعين الماضيين أن ينجز أكثر من نصف المهمة في طريقه للسيطرة على البادية.
وأوضح أنه وفقا للمنطق الأمريكي السائد حاليا ووفقا للوعود التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه لن يقوم بفتح جبهات مباشرة سواء في سوريا أو العراق، استبعد حطيط إقدام أمريكا الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الجيش العربي السوري تقلب الأوضاع رأسا على عقب في منطقة البادية.