إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
تناقش الحلقة ارتدادات النزاع القطري السعودي على مجريات الصراع الدائر في سوريا بين قوات الجيش العربي السوري وحلفاؤه من جهة، وبين المجموعات المسلحة التي تدعمها الدوحة والرياض وأنقرة —من جهة أخرى.
فما أن اندلعت الأزمة المفاجئة بحجمها الكبير وتوقيتها بين الرياض والدوحة حتى دخلت الجماعات المسلّحة في سوريا على خط الأزمة المتصاعدة بينهما، بالتوازي مع الحملة السعودية ــ الإماراتية لاتهام قطر بدعم الإرهاب، إذ تشير جبهة النصرة بأنها تلقت مساعدات من قطر. فيما تلمح جماعات أخرى إلى دعم سعودي أو دعم قطري بحسب الجهة المقصودة في هذا الجانب أو ذاك.
كما اشتدت وقع الخلافات بين الجماعات المشار إليها إثر تموضع تركيا في معركة حلب والاتجاه نحو مؤتمر آستانا. في المقابل تتلقفها جبهة النصرة ارتدادات الخلاف السعودي القطري للسيطرة على مقار فيلق الشام المدعوم من قطر في ريف حلب الشمالي وعلى مقار أخرى للفيلق في ريف إدلب الجنوبي.
الكاتب والباحث السياسي غسان يوسف رأى أن الرأي العام في سوريا يترقب انعكاسات الخلاف الخليجي-الخليجي على الداخل السوري، باعتبار أن كل الدعم الذي يأتي إلى المجموعات الإرهابية هو من البلدان الخليجية وعلى رأسها قطر والسعودية.
وفي مداخلة عبر برنامج "بانوراما" اعتبر أن "الخلاف الحاصل خليجياً انتقل فعلياً إلى الداخل السوري من خلال الاشتباكات بين المجموعات المدعومة من قطر وتركيا- من جهة، والمجموعات المدعومة من السعودية- من جهة أخرى، كما في غوطة دمشق بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام".
ولفت إلى "حالة الارتباك التي بدأت تعاني منها المجموعات المسلحة تخوفاً من عدم وصول الدعم، أضافة إلى الاتفاق الروسي-التركي الذي أدى إلى التخفيف من الدعم الذي كان يأت إلى هذه المجموعات ، وتراجع حدة الاشتباكات بعد انعقاد مؤتمر أستانا والاتفاق على مناطق تخفيف التوتر".
كما شدد على "أهمية إعلان هيئة الأركان الروسية بأن الخرب في سوريا عملياً انتهت، والتي لا يمكن أن تصدر هكذا بيان دون أن تكون قد استندت على وقائع".