مضت خمسة أيام على تعرض المبنى وداخله عائلات مكونة من 20 مدنيا — بينهم غالبية من النساء والأطفال، للقصف من قبل طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، في حي الشفاء في المدينة القديمة للموصل، بتاريخ التاسع من الشهر الجاري.
واليوم تمكنت فرق الإنقاذ والقوات الأمنية المتقدمة لاستعادة الساحل الأيمن للموصل، إلى المبنى وأجلت المدنيين، وهم جثث هامدة بعدما كان من بينهم أحياء تحت أنقاض القصف.
وتحدث عضو المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الناشط المدني، ليث أحمد الراشدي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء، عن المجزرة هذه، قائلا:
"في التاسع من الشهر الجاري، ظهراً، تم قصف منزل مكون من ثلاثة طوابق وداخله 20 شخصا، بسبب خروج أحد عناصر قناصة "داعش" فوق سطح المبنى في حي الشفاء".
وأضاف الراشدي، بعد قصف المنزل من قبل طيران التحالف الدولي ضد الإرهابي — حسبما أخبرنا أحد الضباط في الحي، ومرور أكثر من 48 ساعة، تلقينا "مس كول" — اتصالا قصيرا، من أحد الأشخاص تحت أنقاض قصف الدار.
ونوه الراشدي إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يقوم بجمع مجموعة عائلات مدنية في منزل كبير، وينشر عناصره القناصة فوق السطح لاستهداف القوات المتقدمة لتحرير المناطق — والدوعش يعلمون أن الدار سيتم استهدافه.
وذكر الراشدي أن المنزل يعود للدكتور بنيان العبايجي، والدكتورة أنفال، تم قصفه وجميع المتواجدين فيه كانوا داخل سرداب.
وتابع: لم تستطع القوات إجلاء المدنيين العالقين تحت ركام القصف، حتى تقدمت بمسافة 200 متر، بعد منزل الدكتور.
واليوم تم إجلاء المدنيين، وكلهم متوفين، علماً أن أحد أعضاء فرق الإنقاذ والدفاع المدني تعرض لإصابة برصاص قناص من تنظيم "داعش"، أثناء محاولته إنقاذ المدنيين يوم أمس الثلاثاء، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما هاجم قناصة "داعش"، سيارة فريق الإنقاذ، لكن دون خسائر أو ضحايا، مثلما اختتم الراشدي حديثه لنا.
وهي ليست المرة الأولى التي يقصف فيها التحالف الدولي ضد الإرهاب المدنيين الذين يرتهنهم تنظيم "داعش" كدروع بشرية في الموصل التي شارفت على التحرر بالكامل بتقدم القوات العراقية منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016.