وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب أعلنا على هامش قمة دول مجموعة العشرين، يوم الجمعة الماضي، استعدادهما لوقف إطلاق النار، ظهر الأحد، وتنفيذ اتفاقية إقامة مناطق لتخفيف التصعيد، في محاولة لوقف عمليات القتال الدائرة منذ 6 سنوات في المنطقة.
ونص الاتفاق على دخوله حيز التنفيذ في الساعة 09:00 صباح الأحد بتوقيت غرينتش أي في تمام الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق، في مناطق جنوب غرب سوريا، تشمل: درعا، والقنيطرة، وغيرها.
وأكد الدويري، أن غياب الرؤية السياسية الموحدة والواضحة للحل النهائي للأزمة السورية عند أي طرف من أطراف النزاع، يدفع إلى الاحتكام إلى ساحة القتال وما تفرزه من نتائج".
وحول الواقع العسكري في جنوب سوريا، قال الدويري إن "معظم القوات الموجودة في الجنوب منضوية تحت ما يطلق عليه الجبهة الجنوبية، وهي حوالي 53 فصيلا وهي تأخذ أوامرها من الجانب الأميركي والأردني من خلال غرفة(الموك) مشتركة".
يذكر أن "غرفة الموك" هي غرفة عمليات استخبارات دولية مشتركة تأسست عام 2013 باتفاق وتنسيق بين مجموعة "أصدقاء سوريا"، وتتخذ من الأردن مقراً، وتقوم بتقديم دعم لكتائب وفرق مقاتلة تعتبرها "معتدلة" لمحاربة قوات النظام السوري.
وأضاف أن القوات الموجودة في الجنوب السوري تتألف من ثلاث مجموعات، الأولى هي الجبهة الجنوبية التي سبق الحديث عنها، والثانية هي جبهة النصرة المعروفة حاليا باسم جبهة فتح الشام، والمصنفة على أنها جماعة إرهابية، وقد شاركت مجموعة الجبهة الجنوبية في معركة درعا ومعركة حي المنشية"، أما المجموعة الثالثة فهي "جيش خالد بن الوليد والموجودة في حوض اليرموك وكل الأطراف ضدها".
من هنا يعتقد الدويري أنه ومن حيث المبدأ فإن الغالبية العظمى تمتثل للقرار الأردني — الأميركي، وهي مجموعة الجبهة الجنوبية التي لم تذهب إلى أستانا 5 بناء على التعليمات. فمن حيث المبدأ، بحسب الدويري، التناقضات موجودة ولا يمكن إلغاؤها، لكن "الغالبية العظمى ممتثلة للاتفاق".
وبناء على ما سبق يرى الدويري أن إمكانية التصادم متدنية، لأن جبهة النصرة تحاول تسويق نفسها على اعتبار أنها تقاتل ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
رغم ما سبق، فإن الدويري يعود للإشارة إلى أن إمكانية التصادم قد تنشأ من الجهة المقابلة، وهي على حد تعبيره "قوات الجيش السوري وحزب الله والقوات الإيرانية"، وهنا يعود من جديد إلى مسألة تباين الرؤى السياسية حول الحل النهائي، مما يجعل من هدوء أو اشتعال الساحة العسكرية الحكم النهائي.
وحول إمكانية استنساخ "اتفاق عمان" على حدود إقليمية أخرى لسورية في حال نجاحه اعتبر الدويري أن هذه أمنية لمعظم الدول في الإقليم، "لكن لكن تبقى لكل منطقة حدودية سورية خصوصيتها، فالأسباب المتوفرة في الجنوب السوري والتي قد تكون سبباً في نجاح اتفاق عمان في قادم الأيام، قد لا تتوفر في مناطق حدودية أخرى".