كما أن مناطق تخفيف التوتر تساهم في إمكانية قيام نوع من أنواع المصالحة، وإذا تكررت هذه الفكرة في مناطق أخرى في سوريا سيكون ذلك بمثابة تمهيد لمصالحات كبرى.
هكذا بدأ عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية والمستشار السياسي لوزير الإعلام السوري الدكتور علي الأحمد حديثه لبرنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنيك" حيث أردف قائلا إنه من أجل خلق نوع من أنواع الفلسفة لإعادة ترتيب واقع المنطقة من خلال خفض التوتر وتبريد المناطق الساخنة اتفق الجانب الروسي مع الدولة السورية لإفساح المجال لكل الجهات والأشخاص التي تريد أن تعيد لمناطق تخفيف التوتر الحياة بالأمن غير المشروط بوجود أمن عسكري فقط.
كما صرح الأحمد أن الحرب على سوريا وليست الحرب في سوريا بسبب جهات خارجية تتدخل في شؤون سوريا الداخلية، لذلك دخول قوات الشرطة العسكرية على الخط لضبط الإيقاع في مناطق تخفيف التوتر بالتعاون مع القوات السورية وخاصة المناطق الحساسة كالغوطة الشرقية له أهمية خاصة، ويعد بمثابة رقابة بطابع دولي يضمن استقرار الأوضاع في هذه المناطق.
وحول ما يدور في إدلب والسؤال حول ما إذا كانت تطورات مناطق تخفيف التصعيد ستصل إليها ومعركة "هيئة تحرير الشام" ضد "حركة أحرار الشام" هناك، قال الأحمد إن هذه المنطقة بالذات لها معادلة أخرى، ويفترض أن تكون هناك تفاهمات دولية كبرى حولها، حيث تسيطر هناك "جبهة النصرة" التي تسمي نفسها حاليا بـ"هيئة تحرير الشام"، ونحن نعرف أن التأثير التركي في هذه المنطقة كبير جدا، وكل هذه المعطيات تفرض علينا أن يكون هناك قراءة دقيقة تحت عنوان واحد لا يتم التنازل عنه وهو عودة الأمان للدولة السورية بأكملها.
واختتم الأحمد حديثه آملا أن تشهد الأيام القادمة تعاونا مثمرا بين روسيا وأمريكا في إنشاء مناطق جديدة لتخفيف التوتر، لأنه من المعروف أن هناك صراعا كبيرا داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول الرؤية في الواقع السوري، وأنه عندما تتمكن روسيا من إيجاد نقاط تفاهم مع بعض القوى المؤثرة في أمريكا وأن يكون لهذه التفاهمات ترجمة على الأرض سنجد ذلك يصب في صالح الدولة السورية والشعب السوري.