وعن مهمة القوات الروسية في نقاط التفتيش المشتركة مع الجيش السوري في مناطق تخفيف التصعيد ولا سيما في الغوطة الشرقية والجنوب السوري، وهل يمكن أن تساهم في إيجاد حل على الأرض؟
واستطاع الجيش السوري السيطرة على مساحات واسعة من الأرض بعد قطع خطوط إمداد الإرهابيين وسيطر على الأنفاق من القلمون حتى برزة والقابون والمداخل، ولذلك لم يعد أمام الجماعات الإرهابية إلا الاستسلام ولكن بالاتفاق، وأؤكد بأن اتفاق نقاط تخفيف التصعيد هو اتفاق مؤقت ريثما تتم التسوية السياسية الشاملة في البلاد، وهي ليست أماكن دائمة ولا تقسيمات ولا مناطق تدخل إنساني أو حظر، وإنما هي مناطق مؤقتة تدخل تحت بند المصالحة الوطنية التي تسعى لها سوريا بالتنسيق مع الصديق الروسي، وبناء عليه تكون التسوية الساملة هي الأساس في البلاد.
لا شك أن أي استعمار أو احتلال لا يمكن طرده إلا من خلال المقاومة الشعبية، هكذا أثبت التاريخ، وقد رأينا كيف استطاعت المقاومة اللبنانية طرد الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، ورأينا كيف استطاع الفيتناميون طرد الاحتلال الأمريكي والدروس في التاريخ كثيرة.
وقال الدكتور سليمان سليمان:
أصبح المجتمع الدولي يقول إن القوات الروسية في سوريا تحظى بمصداقية دولية، أي أن موسكو تستخدم كل إمكانياتها لطرد القوات الإرهابية وهذه المجاميع التي أصبحت على أبواب كل العالم، لذلك اليوم القوات الأمريكية التي اعتدت مرارا على قوات الجيش السوري في شرق البلاد، وأيضا إسرائيل عربدت أكثر من مرة، وكانت تتدخل عندما ينتصر الجيش ويتقدم على الجماعات الإرهابية، لذلك اليوم نؤكد أن قطع قنوات الاتصال بين الجانب الروسي والأمريكي كان كارثة بالنسبة للأمريكي، ولكن عندما عاد الاتصال بين الروس والأمريكان تقدم الأمريكان في عدة نقاط وأسقطوا الطائرة السورية سو22، فجاء التحذير الروسي بلهجة شديدة، وأيضا رد الايراني بالصواريخ على ضرب بها جماعات داعش.
لا شك أن الجيش العربي السوري يحارب نيابة عن العالم ضد الإرهاب الذي بدأ يطرق أبواب دول كثيرة كانت أصلا تدعمه منها إقليمية وأوروبية.
لا بد من التذكير أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن بأن أربع كتائب من الشرطة العسكرية الروسية تقوم بتنفيذ مهماتها في مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
وقال شويغو في اجتماع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية، إن أربع كتائب من الشرطة العسكرية شكلت في المنطقة العسكرية الجنوبية "تنفذ حاليا مهماتها في الأشرطة الآمنة من مناطق تخفيف التوتر في أراضي الجمهورية العربية السورية".
وقال الدكتور سليمان سليمان:
إن تواجد كتائب الشرطة العسكرية في نقاط التفتيش يتم تحت بند المصالحة، لأن الاتفاق سيتم تنفيذه على خمس مراحل: 1- وقف إطلاق النار 2- فتح منافذ لنقل الجرحى والمصابين
3-منافذ لعبور المواطنين بشكل يومي 4- إقامة إدارة مدنية وإعادة تأهيل الخدمات في هذه المناطق وإعادة الموقوفين 5- التسوية السياسية الشاملة على كامل الجسد الجغرافي. وللعلم الجيش السوري ملتزم بهذه الهدنة، في حين يتم خرقها من جهة جبهة النصرة وفيلق الرحمن وقد تم ضرب منطقة العباسيين والسفارة الروسية والمزرعة من عين ترما وجوبر، وهذه الخروقات رصدتها وسجلتها غرف التفتيش الروسية.
الشرطة العسكرية الروسية تنتشر في في نقطتين تفتيش وأربع نقاط مراقبة في الجنوب السوري، في اتجاه الغوطة، وهي مناطق تخفيف التوتر، وهذه الاتفاقات فيه فائدة للدولة السورية، حيث يستطيع الجيش السوري نقل قوات إضافية لمحاربة الإرهاب في مناطق أخرى يتواجد فيها إرهابيون مدرجون على اللائحة الدولية.
وعن أسباب التصعيد الأمريكي ضد روسيا وفرض عقوبات إضافية قال الدكتور سليمان سليمان: سبب العقوبات الأمريكية هو بروز عظمة وقوة روسيا في المحافل الدولية والهيئات الأممية وفي مبادئ القانون الدولي وفي الميثاق الأممي، والنجاحات التي حققتها روسيا اليوم جعل الأمريكي يخسر الكثير من مصداقيته الأممية والإنسانية، بينما تستمد روسيا مصداقيتها من منظومة القانون الدولي، وبناء على ذلك شعرت الولايات المتحدة بخسارتها، ولذلك بدأت تلوح بالعقوبات ضد روسيا، وبدأت تتهم بأن تدخلها غير شرعي وأن روسيا تقتل وتدمر، ولكن في حقيقة الأمر من يقتل ومن يستخدم الفوسفور الأبيض ومن يتدخل بدون شرعية هي الولايات المتحدة.
لا بد من التنويه أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أن موسكو لن تترك العقوبات الأمريكية الجديدة ضدها بلا رد، معتبرة أن هذه الخطوة الأمريكية تدمر آفاق تحسن العلاقات الثنائية.
وأوضح سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو واثقة من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي قريبا على مشروع قانون تبناه مجلس النواب أمس الثلاثاء، بشأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران وكوريا الشمالية وروسيا، إضافة إلى إضفاء صفة القانون على العقوبات السابقة التي تم فرضها بأوامر تنفيذية صادرة عن الرئيس الأمريكي.
وشدد ريباكوف على أن هذا المشروع لا يترك أي مجال لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية في المستقبل المنظور.
وعن مصير المسلحين في محافظة إدلب الذين تجمعوا من كل حدب وصوب، وما هو مصير محافظة إدلب في المستقبل، قال الدكتور سليمان سليمان:
يتم تجميع ونقل هؤلاء الإرهابيين إلى إدلب كلما حصلت مصالحة، والقيادة السورية حريصة على هذه المنطقة وهي جزء من الجسد الجغرافي السوري وشعبها الطيب وهي منطقة جميلة جدا، ونعتبرها قطعة من قلب دمشق، ومن يراهن على أن الدولة السورية يمكن أن يفرط بأي ذرة تراب فهو مخطئ وواهم، ولكن ما يتم وتحت بند المصالحات تم تجميع المسلحين في هذه المحافظة، والدولة السورية حريصة على ألا يتم تدمير في هذه المحافظة، ولكن إذا لم يخرج هؤلاء الإرهابيون خارج إدلب ويتم تسليمها للجيش السوري، ستكون إدلب موصل ثانية، والجيش السوري لن يتهاون لأن هناك جبهة النصرة وهي فصيل من القاعدة، بالإضافة إلى تجمع العصابات الإرهابية الأخرى فيها، وفي حال كان هناك مصالحة برعاية أممية دولية على خروج آمن لهؤلاء إلى أي مكان يختارونه خارج الجغرافية السورية، نكون حافظنا على المدينة وحافظنا وعلى الشعب.
لدى الولايات المتحدة أماكن وبؤر مشتعلة، فلا زالت ليبيا واليمن وموريتانيا وافريقيا وأفغانستان مشتعلة، لذلك الولايات المتحدة يمكن أن ترسل إرهابيي إدلب إلى هذه المناطق أو إلى منطقة جديدة قالت كلمة "لا" لأمريكا وربما إلى الجزائر، وهذا أمر عادي بالنسبة للولايات المتحدة التي لا تخسر ولا عسكريا واحدا إنما تستخدم هؤلاء الإرهابيين الأغبياء الحمقى.
إعداد وتقديم: نزار بوش