ولكن في إطار وطني يتطابق بالمضمون مع ثوابت ومبادىء الدولة السورية ويختلف بالشكل وبطريقة التعاطي مع مجريات الأحداث على مدى السنوات السبع الماضية حتى وصلت القضية السورية إلى التدويل تشارك في حلها كما يزعم جميع القوى الدولية والإقليمية التابعة والمتحالفة لتحقيق مصالح ضيقة جداً على حساب دمار الدولة السورية ودماء الشعب السوري على مرأى من العالم وفي مخالفة واضحة وصريحة لكل الأعراف والقوانين الدولية.
ولكن على الرغم من أن معارضة الداخل بجلها ومن بينها "مسار حميم" كانت دائماً ورغم الإقصاء القسري المفروض عليها لأسباب أصلاً لم تشرح لهم لا من المبعوث الأممي الخاص بسورية ولا من الدول الراعية لعدم مشاركتها في محادثات جنيف وأستانا وخاصة في الجولات الأخيرة، ربما لأنها تشارك الجيش والحكومة السورية المواقف المبدئية من محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة وسيادة الدولة السورية وتبقي على موقفها السياسي على حاله مع بعض التغيرات التي تطرأ وفق متطلبات الحالة السورية وتقلباتها، ومثل هذه المعارضة لا تحتاجها طبعاً القوى الإقليمية والدولية التي تريد تحقيق مصالحها بأي ثمن ضد أي موقف وطني سوري داخلي أو خارجي.
_____
تصريح اليان مسعد رئيس وفد معارضة الداخل الى مفاوضات جنيف (مسار حميميم السياسي)
حول اتفاق استانا 6 الجديد و الموقف السياسي منه
دمشق-16-9-2016
بالبدء لا بد من إعلان تأيدنا التام لنتائج الإجتماع الدولي في أستانا من أجل السلام بسوريا المنعقد في —14-15-9-2017 والنتائج المنبثقة عنه وخصوصا اقرار مناطق تخفيض التوتر بادلب ونود بهذه المناسبة ان نشير لضرورة ان ننتبه للعدو التركي والذي ستختبر نواياه بهذا الفصل الأخير من الحرب الإرهابية على سوريا.
ويمكن تلخيص التفاهمات الجارية مع القيادة التركية والتحولات في الموقف التركي بعد مجيء إدارة ترامب كالتالي:
1- تم تنفيس مفاعيل الدخول التركي لأول مرة إلى الأراضي السورية عبر جرابلس والتقدم نحو الباب قد تم بموافقة روسية إيرانية بهدف تشتيت جهود الأتراك بعيداً عن حلب وأريافها الجنوبية والشمالية وتوريط الجانب التركي عسكرياً بمستنقع المعارك الدائرة في الشمال السوري من خلال صدامه الحتمي مع قوات سوريا الديمقراطية فالتدخل التركي سيفاقم من أزمات القيادة التركية على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياحي والتوترات الداخلية والإقليمية.
2- تحدد الدور والدخول التركي للأراضي السورية ومشاركته في محاربة تنظيم "داعش" والنصرة ضمن إحداثيات وحدود جغرافية وضعها الجانب الروسي للتدخل التركي حيث قام الروس في هذا الإطار بقصف وحدات الجيش التركي التي تجاوزت الإحداثيات الموضوعة لها في مدينة الباب وسيفعلون ذات الشيء بإدلب.
4- استطاع الروس (بالتوافق مع الجانبين السوري والإيراني) من خلال السماح لتواجد تركي في بعض مناطق الشمال السوري، ليس فقط إفساح المجال للتنسيق والتفاهمات مع الجانب التركي لوقف القتال وفصل المعارضة المسلحة عن "داعش" وجبهة النصرة، بعد خسارته الفادحة (أي الجانب التركي) في معارك تحرير حلب، بل أيضاً تعميق الخلافات بين الحليفين التركي والأمريكي على أرضية التعامل الميداني مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في إطار تشجيعها لتشكيل إدارة ذاتية كردية في بعض مناطق شمال وشمال شرق سوريا لإضعاف الدولة السورية وتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ ضعيفة ومتناحرة.
5- من الواضح أن الادارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب تقدم نفسها على أنها بحالة تقارب وتنسيق مع الجانب الروسي في مسألة محاربة "داعش" والنصرة والإرهاب ودعم الإستقرار في سوريا والتخلي عن سياسة إسقاط النظام وساهمت هذه الإدارة أحيانا في المزيد من التوتر والتدخل المعادي في سوريا من خلال قواعدها غير المشروعة وزيادة تشجيعها لقوات سوريا الديمقراطية لتشكيل إدارة ذاتية منفصلة ودعمها لهذه القوات بأعداد اضافية مقاتلة من المكون العربي.
7- تدل جميع المؤشرات ولا سيما التي حدثت في الأيام الأخيرة على أن الحل السياسي للأزمة السورية من خلال تفاهمات أستانا ومُؤتمرات جنيف قد لا يبدو ممكناً في الأفق المنظور في ظل الغموض وعدم الوضوح الذي يغلف علاقة مختلف الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية وبروز إمكانية عودة الصراع المسلح على نطاق واسع إلى مختلف مناطق الجغرافية السورية رغم إختلال موازين القوى العسكرية بشدة لصالح الجيش السوري وحلفائه وحيث سيلعب المكون الإخواني التركي والقطري عاملاً سلبياً
نتمنى بالختام النجاح لمقررات أستانا ولكن الحذر من العدو التركي ضروري وشكراً لحلفائنا الروس.
(جميع المواضيع في قسم المدونات تعبر عن رأي كاتبها فقط)