وأرجع موقع Al-monitor سبب الاهتمام الروسي يزيارة العاهل السعودي لموسكو إلى أن اهتمام روسيا بعلاقاتها الثنائية مع السعودية متعددة الجوانب، فالمصالح الروسية السعودية متشعبة ما بين مصالح اقتصادية واستراتيجية وسياسة خارجية.
فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية، فإن مذكرات التفاهم المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط الموقعة بين البلدين لها تأثير كبير على الأسواق العالمية للبترول، فضلا عن تأثيرها المباشر على الاقتصاد والميزانية الروسية التي ما تزال تعتمد بشكل كبير على العوائد النفطية رغم تدني أسعار الطاقة، فضلا عن أن روسيا تنظر إلى السعودية كمصدر ضروري للاستثمار في ظل عقوبات الغرب الموقعة ضد موسكو.
وتظهر أيضا اعتبارات السياسة الخارجية فيما يتعلق بالتقارب الروسي السعودي، يقول دميتري سوسلوف، نائب مدير البحث في المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاع، يقول إن الصراع الدائر في سوريا يظل أحد العناصر التكتيكية الهامة التي ينبغي بحثها مع الجانب السعودي والتي تتوقع موسكو أن تحقق نجاحات بشأنها خلال زيارة الملك سلمان للبلاد.
ومن المعروف أن ثقل السعودية في القضية السورية يأتي من كونها أحد أقطاب المذهب السني في المنطقة وبالتالي فإن لها كلمة مؤثرة لدى الجماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن كونها أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ومما يعطي مزيدا من الأمل للجانب الروسي في هذا الصدد، أن المملكة العربية السعودية أبدت مؤخرا مرونة من حيث مطالبها السابقة برحيل الأسد، كما خففت من حدة انتقاداتها للتحركات الروسية في سوريا، فإذا ما حدث توافق في الموقف الروسي السعودي فيما يتعلق بالحرب في سوريا سيكون ذلك بلا شك نقطة تحول كبير في مسار الصراع.
ووصف سوسلوف السعودية بأنها "حارس بوابة الشرق الأوسط، التي يمكن أن تفتح أبواب المنطقة أمام روسيا، التي سيسمح تحسين العلاقات معها بتحسين علاقات روسيا مع معظم دول المنطقة.