وتقول الشرطة عدة روايات منها أن المتهم اغتصب الفتاتين ثم قتلهما فيما بعد.
وهناك جريمة أخرى هزت الدانمارك بعدما اعترف المخترع بيتر مادسن، بأنه مثل بجثة الصحفية السويدية المقتولة كيم وول، على متن غواصته في أغسطس/آب الماضي، لكنه مازال ينكر قتلها، بحسب بيان صدر يوم الاثنين عن الشرطة الدانمركية.
الدانماركي بيتر مادسن اعترف "بأنه قطع الجثة ووزع الأشلاء في خليج كوغ"، على بعد حوالى 50 كيلومترا جنوبي كوبنهاغن.
وفي تركيا، في يوليو/تموز الماضي، وجدت السورية إيمان الرحمن (20 عاماً) مقتولة بعد اختطافها مع طفلها الرضيع خلف الرحمن (10 أشهر) من منزلها، وأن الطفل قتل بعد رميه بالحجارة، عقب اغتصاب الأم الحامل وقتلها خنقاً.
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تعرضت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا للاغتصاب في لندن 3 مرات متتالية في ليلة واحدة، وهي في طريق عودتها من ملهى ليلي إلى منزلها.
وقالت الشرطة في بلاغ رسمي، إن الفتاة اغتصبت في الشارع خلال ساعة واحدة في منتصف الليل ثلاث مرات متتابعة، ومن أكثر من 3 رجال مختلفين، اغتصبوها في حوادث منفصلة عن بعضها بعضا أثناء عودتها من ملهى ليلي.
جريمة الاغتصاب سواء كانت مصحوبة بالقتل أو بالتعنيف الجسدي أصبحت هي القاسم المشترك في الأخبار اليومية لكل المواقع الإخبارية العالمية، وارتبط الأمر بالقتل المتسلسل المشتبه به المخترع الدانماركي (قاتل الصحفية)، الذي وجد في بيته أسطوانة عليها مقاطع فيديو لعمليات قتل أخرى، لكنه لا يظهر فيها.
وحول ظواهر العنف الجنسي المتفشي في العالم، يقول الدكتور مايكل ماهر، أخصائي الطب النفسي، لـ"سبوتنيك"، إن أكثر من 90% من حوادث التحرش والاغتصاب إناث، فيصبح بالطبيعة أن أكثر من 90% من المتحرشين والمغتصبين رجال.
وأوضح أن من يرتكب جريمة الاغتصاب، فهو صاحب رغبات جنسية شاذة، لتنتج سلوك غير اجتماعي بالمرة، ومعظمهم أشخاص يميلون للطبع التهجمي والعدواني.
وأردف أن هؤلاء تستفزهم كثيرا المظاهر الجنسية، حسب حالة كل شخص، عندما يستفزه منظر ما، لا يستطيع التحكم في انفعالاته.
وأشار ماهر إلى أن الملامح الشخصية للمغتصب عادة يكون قد نشأ في بيئة مستواها الاجتماعي تحت المتوسط، والغالبية العظمى منهم لا تستطيع تكوين أسرة، وثقافتهم قليلة.
وأضاف أن بعضهم تعرض في طفولته لاعتداءات جنسية أو مادية، أو عوملوا بطريقة قاسية من العائلة، أو أدمنوا المخدرات.
وأكد أنه عادة جريمة القتل بعد الاغتصاب أو هتك العرض والتحرش، يكون الهدف منها طمس الأدلة، والهروب من عقاب القانون أو المجتمع، ونتيجة الخوف من الفضيحة أو من حدوث مشكلة، أو فعل تلك الجريمة لأول مرة ولم يدر ماذا يفعل، وهو كمثل الذي يسرق منزلا ودخل عليه صاحب البيت فقتله، مع فارق التشبيه.
وأوضح الدكتور مايكل ماهر أن القاتل المتسلسل، المرتبطة جريمته بفعل جنسي، لديه نوازع القتل بجانب الأزمة الجنسية، وتحول المغتصب لقاتل متسلسل هو أمر بعيد، وليس شائعا.
وحول نفس تلك الظواهر قالت أستاذ علم الاجتماع، الدكتورة هالة منصور، لـ"سبوتنيك"، إن العنف هو تعبير عن ضغوط كبيرة جدا تعاني منها البشرية، وهناك مناطق ملتهبة بدرجة كبيرة ومناطق أقل التهابا.
وأردفت أن هناك حالة من حالات الصراع والعنف المتنامي في العديد من شعوب العالم، تسببت فيها الميديا العالمية التي تبرزه، بخلاف الأفلام التي تقدمه، وفيها يتم تصدير العنف عبر آليات الثقافة، مع ابتذال كل ما هو رومانسي وكل ما هو إنساني في البشر، وفي الحياة بشكل عام.
وأوضحت أن هناك أجيال تربت على العنف من خلال واقع عنيف، سواء نقرأه أو نراه من خلال صراعات مسلحة في أغلب دول العالم، أو العنف المقدم في مادة فيلمية، ومناطق الخيال العلمي المرتبطة بالأكشن الدموي.
وأشارت الدكتورة هالة منصور إلى أن العنف أصبح ثقافة عامة في المجتمعات، ناهيك عن الضغوط التي يعيشها الفرد، سواء ضغط الحاجة الاقتصادية، أو ضغط الرفاهية وانعدام الشعور بالإنسانية.
وذكرت منصور أنه حتى الحرب العالمية الثانية، كانت هناك حرب مباشرة وعدو واضح، لكن الجيل الجديد من الحروب، بني على إخفاء العدو، ولأن كل الناس عندها نزعة عدوانية، ولكن الآن لا يوجد لديهم عدو مباشر لتوجيه عدوانيتهم ضده.
ووأردفت أنه مع إخفاء العدو الحقيقي، أصبحنا نتمثل بعضنا كأعداء، ولا نعرف من الظالم ومن المظلوم، وهذا يؤدي لعشوائية العنف التي نعيشها الآن. وهذا يعطي إطار عام تستطيع أن تصف به أي ظاهرة من ظواهر العنف.
وأوضحت أن هناك نموذج آخر، بسبب اعتبار بعض الدول أو البشر أو الثقافات على انهم من الدرجة الأولى، وان باقي الناس أقل من الآدمية، وبذلك تنتهك حقوقهم وجسدهم وأدميتهم لأنهم من الدرجة الثانية، ووجدوا في الدنيا من أجل ممارسة كل أنواع السادية عليهم.
وأضافت الدكتورة هالة منصور أن هذا ما يحدث من الرجل ضد المرأة والمثال على ذلك المخترع الدانماركي ضد الصحفية التي اعتبرها من منزلة أدنى وهو من منزلة أعلى بكثير.