لافتا إلى أن البعض ذهب إلى القول إن هدوء الحريري ونصر الله كان يشبه "هدوءَ ما قبل العاصفة".
وتطرق الكاتب ترشيشي إلى ما يقوله سياسيون متابعون لمسار الأوضاع في لبنان والمنطقة، في معرض حديثهم عن الحرب المتوقعة، أن إسرائيل بداية لم تعد تتحمل الحجم العسكري الضخم جدا الذي وصل إليه "حزب الله"، خصوصا بعد المعارك والمواجهات الكبيرة التي خاضها في سوريا.
وقال: هنالك في إسرائيل مناخ الآن يعبر عنه الإسرائيليون فيقولون إنه "كان من الخطأ أن نوقف الحرب عام 2006 أو أن لا نستعمل كل الطاقات حينذاك لردع الحزب لأنه اكتسب قوة أكبر، وإن لم نفعل اليوم فسيكتسب مزيدا من القوة في السنوات المقبلة".
واعتبر ترشيشي أن هذا المناخ الإسرائيلي تم تسويقه لدى الولايات المتحدة الأمريكية وتبناه الرئيس دونالد ترامب فسارع إلى البدء في إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران وبعدها اتخاذ تدابير ضد السلطات الإيرانية عموما وضد "الحرس الثوري" الإيراني خصوصا، وكل الإشارات الآن تدل إلى أن ترامب خرج من مرحلة المساكنة ودخل في مرحلة المواجهة بإعطائه الضوء الأخضر لإسرائيل.
وأضاف:
في ضوء ذلك زار أحد مستشاري ترامب، صهره جاريد كوشنر، السعودية وعقد اجتماعات مع عدد من المسؤولين على مدى ثلاثة أيام، وأبلغ إليهم ما خططت له إسرائيل ضد لبنان عموما، وخصوصا ضد "حزب الله" الذي يسود الآن بينه وبين الرياض "ما صنعه الحداد"، عله يكون للمملكة في ضوء علاقاتها ومصالحها في لبنان تحرك لبناني وعربي ما من شأنه أن يغير هذا المسار الحربي الإسرائيلي.
وذكر ترشيشي بأنه إذا أخذنا التصريحات الإسرائيلية السابقة وسمعنا تهديدات المسؤولين الإسرائيليين برد لبنان ثلاثين عاما إلى الوراء، واتهام رئيس الجمهورية والدولة برمتها بالتلازم مع "حزب الله"، معطوفا على كلام آخرللإسرائيليين بما معناه أنهم أخطأوا في حرب العام 2006 ولم يستعملوا كل الطاقات منذ اليوم الأول لهذه الحرب، يتبيّن أن المطلوب الآن استعمال هذه الطاقات فورا ومنذ اللحظات الأولى. ويتحدث الإسرائيليون عن غارات جوية قد تشنها ثلاثمئة طائرة منذ اليوم الأول بمعدل 1500 غارة يوميا.
وهنا يطرح السؤال؛ ماذا لو خرجت هذه الحرب عن الإطار اللبناني، وكذلك عن الإطار اليمني، والتحمت بإطار إيراني ـ خليجي عام مباشرة، وتسببت بحرب كبرى في المنطقة، لا بل ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حيال معيار كهذا؟