إعداد وتقديم نواف إبراهيم
نحاول اليوم أن نقدم اليوم في برنامج "ماوراء الحدث" قراءة دقيقة لفهم كنه ما يدور حول مؤتمر سوتشي المزمع عقده خلال الأيام القريبة القادمة ، ونستطلع التقييم السوري لهذا اللقاء على مستوى الخبراء بعيداً عن ماتتحدث به جميع القوى المتحاورة والتي تعلن تباعاً مواقفها من هذا اللقاء ، إنطلاقا من الهواجس التي يتحدث عنها عدد من الأطراف السورية لجهة التوقيت والزمان والمكان، وأيضاً الجهات المدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر التي لم تكشف للعامة أو للإعلام بشكل دقيق ومؤكد.طبعا هذا الأمر يجري بالرغم من الثقة بالتوجه الروسي نحو تحقيق خطوات فعلية متقدمة بإتجاه الحل السياسي من قبل جميع الأطراف الداعمة للحل السياسي ، عدا الذين مازالوا يتلقون توجيهات من قبل قوى إقليمية ودولية لتخريب أي خطوة في هذا الإتجاه.
في حلقة اليوم نناقش المحاور التالية:
الرأي السوري في فلسفة روسيا للحل السياسي؟
البيئة الإقليمية الراهنة والتسوية بين جنيف وسوتشي ؟
خيارات واشنطن أمام تحدي سوتشي ؟
اللقاء الثلاثي الإيراني التركي الروسي في سوتشي وإرتباطه أو إنعكاسه على الملف السوري بشكل مباشر رغم أنه يعقد تحت عناوين أخرى تخص البلدان الثلاثة حسب المعلن ؟
مسافة الأمان والتسوية بين جنيف وسوتشي إلى أي حد تضمن النجاح لكليهما ؟
نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح: يقول
جهدت موسكو بالأشهر الماضية لتشبيك تفاهماتها مع الأطراف الإقليمية حول سورية بسلسلة من التفاهمات والإتفاقيات العسكرية والإقتصادية، لإيجاد قاعدة مستقرة لمسار الحل السياسي، وهذا أمر ضروري لتجنيب مسارات التفاهمات حول سورية من البيئة الغير مستقرة في الشرق الأوسط على وقع أزمات المنطقة، ولعل موسكو نجحت في مساعيها وهو ما رأيناه في أستانا 7 وما سنشهده في مؤتمر المعارضة الموسع "الرياض2" ،ولكن نجاح المؤتمر متوقف بدرجة كبيرة على قدرة روسيا على جمع أكبر عدد من الأطراف السورية على مائدة حوار واحدة، وهو ما قد تحول واشنطن دونه.
ويتابع صالح الحديث متسائلاً: من هم المستهدفون الحقيقيون بهذا المؤتمر…؟؟؟
ليقول: يوجد في سورية نظامين للهدنة ووقف الأعمال العدائية سارييّ المفعول وهما نظام (22/2/2016) ونظام (30/12/2016) والمعروف بأستانا، تنضوي تحتهما العشرات من الفصائل والمجاميع المسلحة (2263) قرية و(234) فصيلاً مسلحاً، هؤلاء أغلبهم غير ممثل بصيغة جينيف للمعارضة السورية، وعلى إعتبار أنّ مسار جنيف معطّل وبطبيعته الراهنة هو عقيمٌ في التقدم خطوةً بإتجاه العملية السياسية وفق القرار (2254) فقد بدأت تتبلور لدى روسيا فلسفة خاصة للحل في سورية تقتضي بنقل تلك المناطق الخاضعة للتنظيمات المسلحة تحت أحد النظامين إلى العملية السياسية مباشرةً دون وسيطٍ من الهيئة العليا للمفاوضات، وبالتالي يمكن إعتبار هذا المؤتمر هو المرحلة الثانية من فلسفة خفض التصعيد، وهيّ الإندماج بالعملية السياسية الجديدة وبدء إجراءات بناء
وحول إمكانية تحول سوتشي إلى سياقٍ سياسيّ بديلٍ لجنيف؟
يقول الخبير صالح:
إذا كان مؤتمر حوار السوريين في سوتشي أقرب ما يمكن لتوصيفه بخطة (ب) روسية، لجهة فشل جينيف في أهدافها، فالسؤال المطروح معه هل يتحول هذا المؤتمر إلى سياقٍ سياسيّ مكمّلٍ لأستنه سياسياً…؟؟؟
ويتابع: رغم التصريحات الروسية النافية لإعتباره مساراً موازياً او بديلاً لمسار جينيف، الجواب يكمن في مستقبل جينيف (8) وما بعده، فروسيا ليست من السذاجة لتفكر بمساراتٍ بديلةٍ عن جينيف مباشرةً وهّي التي خاضت مفاوضاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ معقّدة لإنجاح مناطق تخفيف التصعيد الأربع القائمة مع إمكانية توسيعها مستقبلاً، وبالتالي هيّ تدرك أنّ ذات الأطراف هم داعموا سياق جينيف، ولكن أرادت موسكو خلق مسارٍ سياسيٍّ مكمّلٍ لجينيف وبعبارةٍ أدق على ذات الطريق من ناحيتي الإطار و المضمون، وتحت نفس السقف السياسيّ وهو القرار (2254)، ولكن بعجلاتٍ دافعةٍ جديدةٍ
وفيما يخص القمة الثلاثية في سوتشي ومدى علاقتها أو تأثير على الوضع الراهن يقول صالح:
تأتي هذه القمة في أحد جوانبها تنفيذاً لنتائج أستتانا السابعة المتعلقة ببحث مقترحات روسية لعقد مؤتمر سوتشي، وهذا يؤكد على ترابط سياقي سوتشي وأستانا وإحتمال تحول مؤتمر سوتشي إلى الشق السياسي من أستانا ، وبالتالي الصرف السياسي لإتفاقات أستانا "العسكرية" ستتحول غلى سوتشي، وهذا الأمر مرتبط أيضا بإستمرار عقم إطار جينيف لمسار الحل السياسي.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق