إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
تقدمت السلطات العراقية إلى كل من روسيا وتركيا وإيران بطلب المشاركة في مفاوضات أستانا بشأن سوريا.
كما أن بغداد، وبحسب تصريحات صحافية لسفير العراق في أنقرة، تعتزم المشاركة في اللقاءات المقبلة بغية لعب دور نشيط في البحث عن حل للأزمة السورية.
ومن المعروف أن ملف الأزمة السورية بالغ الأهمية بالنسبة للعراق، حيث هناك جانب أساسي فيه يتعلق بالإرهاب، الذي يتحرك ضمن امتداد جغرافي بين سوريا والعراق، وهذا يعني أن القضية مشتركة ومسألة القضاء على "داعش" هو هدف مشترك للدول المعادية للإرهاب.
وعن موضوع طلب العراق المشاركة في مفاوضات استانة، كان لبرنامج الحقيقة حوار مع أستاذ العلوم السياسية الدكتور عزيز جبر شيال، حيث قال شيال في معرض رده على أسئلة البرنامج:
إن الوضع الآن يتيح له للعراق التوسط في الكثير من مشاكل المنطقة، ولاسيما مشكلة سوريا، لكن المعضلة تكمن في قبول الآخرين، ذلك أن المعارضة السورية غير موحدة، ولديها عدة منصات، فهناك منصة الرياض وأخرى في اسطنبول وفي القاهرة وفي موسكو كذلك، وللأسف الشديد فإن اجندات هذه المنصات مختلفة عن بعضها البعض، على الرغم من كل ما يشاع من أنهم بصدد توحيد جهودهم، ولاسيما فيما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية. العراق أتخذ موقف يتمثل بكونه مع الشرعية السورية، أي مع الحكومة السورية، لكن ليس بمعنى أنه يقاتل معها أو يقوم بأعمال يفهم منها أنه ضد المعارضة، لكن موقف العراق الآن يتلخص بأنه يقف مع النظام السوري ومع بقائه، ولكنه مع حل المشكلة عن طريق التفاوض، وهي العقدة التي من الصعب التعامل معها على أساس استقلالية الموقف في أن يكون مقبولا من الآخرين، لاسيما وأن العراق قد انتصر في معركته ضد الإرهاب، والتي فيها تشابه كبير بين الإرهاب في سوريا وبين الإرهاب في العراق، وهو موضوع يحمل إشكالية كبيرة في تمكين العراق من أن ينفرد في لعب دور الوسيط.
من المعيب على دول مثل روسيا وتركيا وإيران إهمال دور العراق، فالعراق لم يعد دولة هامشية، وإنما دولة ذات تأثير كبير جداً على واقع المنطقة، فالعراق يمثل عمق لسوريا، كما أن هناك روابط عديدة بين الشعبين السوري والعراقي، يضاف إلى أن القوى التي تقاتل النظام السوري الآن، ربما يوجد هناك بعض المؤثرين عليها داخل العراق، لاسيما من بين الطبقة السياسية الذين لازالوا يتمتعون بعلاقات جيدة مع بعض هذه القوى، سواء كانت المعارضة أو الحكومة السورية. كما أن هناك نقطة يجب توضيحها، هو أن العراق ليس مع النظام السوري من حيث بقائه أو عدم بقائه، وإنما هذا أمر يقرره الشعب السوري.
للاستماع إلى كامل الحوار، تجدوه في الرابط الموجود في أعلى الصفحة.