كما كانت تدريبات "أوكيان —70" هي الأكبر في تاريخ البحرية السوفيتية، ولذلك تم تسليحها (الغواصة) بشكل كبير. ولكن، للأسف، كانت هذه الرحلة الأولى والأخيرة للغواصة "كا-8" وطاقمها.
وأدى الحريق الذي حدث على متن الغواصة إلى غرقها وموت طاقمها بالكامل المؤلف من 30 شخصا، كما غرقت معها جميع المعدات الحربية المزودة بها آنذاك. واستطاع الطاقم إغلاق المفاعلات النووية قبل موتهم، مما أدى إلى عدم حدوث انفجار حراري، الذي بدوره كان سوف يؤدي إلى كارثة أسوأ من كارثة "تشرنوبل"، حيث كان بالقرب من الحادثة تيار الخليج، الذي باستطاعته نقل الإشعاع الناتج عن الانفجار النووي إلى أوروبا بأسرها.
وفقا للخبراء العسكريين، فإن الطوربيدات النووية الغارقة في قاع خليج غاسكونيا (خليج بسكاي)، لا تشكل أي خطر حقيقي، كونها تقع على عمق كبير للغاية. حيث لم يعد الآن بالإمكان تفجيرها، وجميع المواد المشعة في الطوربيدات انحلت في مياه المحيط منذ زمن بعيد. كما يعتقد الخبراء أن الغواصة كانت مزودة بطوربيدات نووية ذات قوة تصل إلى 3 كيلو طن فقط.
وأكد الخبراء في الوقت نفسه، ولو كان على متن الغواصة طوربيدات نووية "تي-15" ذات قوة نووية حرارية، التي هددت القيادة السوفيتة في ذلك الوقت إرسالها إلى شواطئ الولايات المتحدة، فإنها سوف تكون مصدرا حقيقيا للقلق من تواجدها في تلك المنطقة إلى الآن.