التطورات والمتغيرات الحالية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والناتجة عن إنعكاسات الخلل في السياسة الدولية التي تتبعها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط تنذر بكثير من الإنقلابات السياسية والميدانية بين أطراف المعادلات القائمة حالياً والتي تشكلت بشكل غير متوقع بعد الفشل الكبير لسياسات الدول التي تحالفت لتحقيق أهداف الحرب التي أتت على المنطقة تحت مسمى الربيع العربي كبوابة لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ، تركيا لم تكن بمنعزل عن المشاركة الفعلية والمباشرة في تنفيذ هذا المخطط وبنفس الوقت لم تكن بمنأى عن النتائج السلبية جراء فشل سياستها وفشل هذا المشروع في المنطقة بشكل عام وفي سورية على وجه الخصوص.
ماهي تفاصيل المشروع الدولي الإقليمي الذي تعمل عليه القوى المعتدية على سورية بقيادة الولايات المتحدة وهل سيكون إلغاء الإتفاق النووي مع إيران مفتاح التنفيذ ؟
ماهو الدور المترتب على تركيا وفي أي مرحلة من مراحل تنفيذ هذ المخطط الغامض حتى اللحظة والذي يجعل العالم في إستعداد قلق لماهو مجهول ؟
هل عاد التركي وخرج من عباءة الروسي وذهبت التوافقات التي تم التوصل إليها في القمة الرئاسية الثلاثية في أنقرة الشهر الفائت ؟
هل تغيرت أو تعدلت الأطماع التركية في سورية بناء على الفشل الذي منيت به تركيا وإنهيار المجموعات المسلحة التي كانت الداعم الأساس لها إنطلاقاً من التحركات التركية المريبة في الشمال السوري ؟
كيف ستتعامل سورية مع مثل هذه التطورات في حال إذا ماثبت فعلاً نية تركيا القيام بأي خطوات عدائية جديدة تجاه سورية ؟
رئيس الهيئة التأسيسية لحزب "سورية أولاً" السيد سلمان شبيب يرى أنّ
"ذهاب تركيا إلى خيَار الإنتخابات المبكرة متغير خطير جداً لما تريده تركيا من قلب المعادلات وتغيير قواعد اللعبة عدا عن حاجة أدوغان شخصياً والدولة التركية ككل إلى حكم متماسك ومستقر لمواجهة هذا الإستحقاق، والتركي الآن يتهىء للخروج من العباءة الروسية إن لم يكن بشكل كامل فبشكل شبه كامل ، التركي إستغل الأطراف كلها العباءة الروسية وحصد بعض النتائج وتحرك في الموضوع السوري تحت العباءة الروسية لأن العباءة الروسية والإيرانية إلى حد ما وفرت له هذا الغطاء ، ولكنه يتهىء لما تحضر له الولايات المتحدة الأمريكية لقلب الطاولة على الجميع وحتى في وجه حلفاءها للعودة إلى الوراء اإلى نقطة الصفر بما يخص سورية والمنطقة ككل ، التركي يحاول أن يتموضع من جديد تحت المظلة الأمريكية سوف يلعب بدورين دور بشكل شخصي لتحقيق أهدافه الخاصة ودور منسجم مع السياسية الأمريكية من ضمن الحركة الأمريكية في المنطقة كلها ، ومن هنا يحاول التركي لعب على التناقضات والصراعات الدولية والإقليمية ليحقق أهدافه على مراحل وهذا ظهر من خلال إحتلال عفرين ومحاولاته إحداث تغييرات ديمغرافية ومن خلال إجراءات على الأرض تبين نيته".
وأردف شبيب:
وأشار شبيب إلى وجود مخاطر من التصادم الروسي الأمريكي على الأرض السورية ، وتابع قائلاً
"سورية تعتبر الوجود التركي على أراضيها إحتلال وهي تملك الحق الكامل وفق القانون الدولي بالدفاع عن أرضها وسيادتها بكل الوسائل ، وسورية ليست منفردة وإنما سورية ضمن محور متماسك ، وهذا المحور أثبت أنه يخوض معركة وجود وليس معركة تحد ، المعركة ستتحول فعليلً حسب ظني في المرحلة القتادمة الى معركة وجود ، وبما أن سورية جزء من هذا المحور سيكون الرد من الحمور كله على هذا العدوان أو هذه المرحلة المتطورة من العدوان الإرهابي الدولي الذي سيشن على سورية ومحور المقاومة الذي يحارب الإرهاب على الأرض في كل المنطقة".
من جانبه الدكتور سمير صالحة أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول يقول
"كما تعلمون السياسة التركية واضحة في التعامل مع مثل هذه الملفات ، منذ البداية كان الموقف التركي سواء بما يخص ملفات إقليمية حساسة كالموضوع السوري أو العراقي والتطورات الإقليمية الأخرى. الآن نرى أن هناك تنسيق مباشر بين تركيا وروسيا وإيران تحت سقف أستانا علينا أن نقبل بهذه الحقيقة ، وثانيا لا أظن أن تركيا ستعتمد خيارات تتبناها على أساس الإستراتيجية المنفردة ، يعني التنسيق مع اللاعبين الإقليميين والدوليين ، هذه الملفات ضرورة أأساسية لأنقرة أيضاً كما أنا أظن ".
وأردف الدكتور صالحة
يعني مع الأسف أنا أقبل أن نقول أن تركيا دخلت في سياسة تجاه سورية فيها تناقضات في التعامل مع بعض المسائل والقرارات ، لكن علينا أن نعلم أن الحقيقة الأهم من ذلك تكمن في أن تركيا خلال العامين الماضيين دخلت في استراتيجية واضحة لجهة التعامل مع الملف السوري سواء أكان من خلال العمليات العسكرية والتحركات الميدانية ، أومع من كانت تركيا تنسق هذه العمليات ، وأقصد هنا التنسيق مع الروسي والإيراني مباشرة ، وهنا علينا أن نقبل حقيقة أخرى هي حجم التباعد التركي الأمريكي وهذا التباعد مازال مستمراً ومازل في تزايد يوماً بعد آخر، لذلك أنا لا أرى أن تركيا لن تدخل في أي مغامرة لجهة تغيير سياستها تجاه سورية على حساب حلفائها الإقليميين والدوليين الجدد"
وأضاف الدكتور صالحة
وختم الدكتور صالحة حديثه بالقول
" من خلال المتابعة أرى أنه بعد إنتهاء تركيا من الإنتخابات ووصول أردوغان إلى مراده في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية فإنه سوف يتجه نحو توسيع الإستراتيجية التركية في التعامل مع الملف السوري ويذهب إلى تسريع عملية تأمين الحوار السوري السوري، وكذلك الأمر تسريع عملية إنجاز ملف المصالحة السورية السورية ، هذا ما أراه أنا من خلال متابعتي على الأرض ، لذا فإن تركيا ستدخل في منحى جديد للتعامل مع هذه الحالة وخاصة بعد التصلب والتشتت الأخير في الموقف الأمريكي تجاه القضية السورية ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم