دراسة إسرائيلية: التصعيد في غزة أعاد القضية الفلسطينية للأذهان أمام المجتمع الدولي وأساء لإسرائيل

© REUTERS / Mohammed Salemاحتجاجات تعم البلاد ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عشية الذكرى الـ 70 لـ النكبة ، شرق غزة، قطاع غزة، فلسطين 14 مايو/ أيار 2018
احتجاجات تعم البلاد ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عشية الذكرى الـ 70 لـ النكبة ، شرق غزة، قطاع غزة، فلسطين 14 مايو/ أيار 2018 - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
كشفت دراسة إسرائيلية النقاب عن أن التصعيد حول الجدار الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة ومقتل المئات وإصابة الآلاف من الفلسطينيين، قد أساء لصورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وأعاد القضية الفلسطينية للأذهان مجددا.

ذكر مركز "بيجين — السادات" للدراسات السياسية والاستراتيجية في دراسة مهمة أن التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقتل المئات وجرح وإصابة الآلاف منهم منذ بداية التصعيد الإسرائيلي، خاصة مع اشتداد عود مسيرات العودة الفلسطينية، منذ الثلاثين من مارس/ آذار الماضي، والموافق ليوم الأرض السنوي، قد أعاد القضية الفلسطينية للأذهان أمام المجتمع الدولي، وأساء لصورة إسرائيل أمام هذا المجتمع، خاصة مع استشراء تلك المسيرات الفلسطينية، سواء في أيام الجمع، أو الأيام العادية للشعب الفلسطيني.

وأكدت الدراسة الإسرائيلية التي نشرها مركز "بيجين ــ السادات"، والتي جاءت تحت عنوان (مواجهات الجدار الفاصل مع غزة: استمرار "الجهاد" عبر طرق أخرى)، أن الفلسطينيين اخترقوا الجدار الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة أثناء المواجهات المستمرة منذ الإعلان الأمريكي عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهي المواجهات التي أعادت القضية الفلسطينية للعالم، بعد سنوات من الخفوت، في مقابل أن تلك المواجهات قد أساءت، وبشكل مباشر، لإسرائيل، خصوصا بعد سقوط المئات من القتلى وآلاف الجرحى والمصابين من بين الصفوف الفلسطينية.

وأفادت الدراسة بأن مسيرات العودة التي اشتعلت منذ الإعلان الأمريكي للرئيس دونالد ترامب، وبدء مواجهات الجدار الفاصل مع قطاع غزة، منذ الرابع عشر من مايو/ أيار الماضي، وهي المواجهات إضافة لتسلل الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل، غير مرة، عبر الجدار الفاصل، قد أعاد بالذاكرة هجوم الفدائيين، في سنوات الخمسينيات ضد إسرائيل، خلال تسللهم داخل إسرائيل واستهداف الإسرائيليين بوجه عام، ما بين عسكريين ومدنيين، معا.

أشارت الدراسة الإسرائيلية المهمة إلى أن المواجهات الأخيرة بالقرب من الجدار الفاصل سمحت باستشراء ظاهرة "الطائرات الورقية الحارقة"، التي أكلت الأخضر واليابس في المزارع والأحراش الإسرائيلية التي تحيط بالمدن والكيبوتسات القريبة من الجدار الفاصل، حيث التهمت أكثر من 4 آلاف دونم. وقد نقلت الدراسة الإسرائيلية عن سيد قطب رئيس قسم الدعوة في جماعة "الإخوان المسلمين"، والقيادي المعروف في الجماعة، عبر إحدى مقولاته المهمة، أن مثل هذه الأعمال الفدائية توقع خسائر اقتصادية فادحة بالأعداء، وتؤثر بشكل كبير على مستقبله، كما أنه في صيف العام 2014، ظهر كاريكاتير أوضح أن قطاع غزة يتوسع داخل إسرائيل عبر مثل هذه العمليات الفدائية. بمعنى أن هذه العمليات الفدائية تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي.

وأوضحت الدراسة التي كتبها الدكتور شاؤول بارتر، الباحث في مركز "بيجين ــ السادات" للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يحيي السنوار، قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يرغب في توسعة القطاع على حساب إسرائيل، وتحريره لأكبر عدد من المساحات والأراضي الفلسطينية المحتلة، كي تضاف إلى فلسطين، أو تعاد فلسطين مرة أخرى، مؤكدا أن أساس المشكلة الفلسطينية أن هناك أراض محتلة، وهناك شعب منفي، وحقوق الفلسطينيين الأساسية مهدرة، وهي حقوق طبيعية يطالب بها الفلسطينيون على حد سواء، خاصة العودة لحدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، فضلا عن كونها حقوق معترف بها دوليا، بناء على قرارات صادرة من الأمم المتحدة.

وكشفت الدراسة أن يحيي السنوار ذلك القيادي البارز في حركة "حماس"، والمعروف بعسكريته أكثر من كونه شخصية أو قيادة حمساوية سياسية، منذ انتخابه قائدا لـ"حماس" العام الماضي، يرغب في الدخول في حرب مع إسرائيل لتحرير الأراضي الفلسطينية، على أن تكون المواجهة القادمة مع إسرائيل على ثلاث جبهات، بجانب "حزب الله" اللبناني وإيران مع حركة "الجهاد الإسلامي".

لتعود وتختم الدراسة بأن نجاح حركة "حماس" والفلسطينيين بوجه عام في اختراق الجدار الفاصل والتسلل داخل إسرائيل لأكثر من مرة منذ يوم النكبة الفلسطيني، الموافق الرابع عشر من مايو/ أيار لهذا العام، يؤكد عودة القضية الفلسطينية مرة أخرى أمام المجتمع الدولي، لتسيء بدورها إلى صورة إسرائيل أمام هذا المجتمع أيضا، فضلا عن أن نقل السفارة الأمريكية للقدس قد أساء لصورة إسرائيل، أكثر من أي وقت مضى، وبشكل واضح، خاصة وأن مدينة القدس تحظى بمكانة دينية لدى المسلمين، كما أن نشر صورة للدكتور ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في إسرائيل، لمدينة القدس بدون المسجد الأقصى، ينم عن نية حقيقية تجاه هذا المسجد، الذي يعد أولى القبلتين وثالث الحرمين بالنسبة للمسلمين على حد سواء، وهي رؤية ترسخها جماعة "الإخوان المسلمين" والحركة الإسلامية في إسرائيل من أن تل أبيب تنوي تدمير المسجد الأقصى لبناء الهيكل اليهودي الثالث على أنقاضه.  

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала