مغاربة يرفضون وصف حامي الدين لمواطني الصحراء الغربية بـ"الانفصاليين"

بعد أيام من تصريحاته المسيئة للملكية في المغرب، أثار القيادي في "حزب العدالة والتنمية" عبد العالي حامي الدين، الجدل من جديد، بتصريحات اتهم فيها المنتمين لمنطقة الصحراء الغربية التي تنازع المملكة جبهة البوليساريو عليها، بـ"الانفصاليين".

ووصف حامي الدين، الأمين العام الأسبق لحزب "الأصالة والمعاصرة"، محمد الشيخ بيد الله، بـ"الانفصالي"، ردا على انتقادات وجهها له، بيد الله، بخصوص تصريحاته المسيئة للملكية، ما أثار الجدل حول النظرة العنصرية التي ينظر بها البعض لمواطني منطقة الصحراء الغربية، ففي الوقت الذي تصر فيه المملكة على مغربية الصحراء، يصف مغاربة مواطني الصحراء بالانفصاليين.

ومن جهته قال المحلل السياسي المغربي، وأستاذ العلوم السياسية رشيد لزرق اليوم الخميس 19 يوليو/تموز، إن وصف حامي الدين للقيادي محمد الشيخ بيد الله بالانفصالي، يعيد إلى الذاكرة الحملة التي تعرضت لها القيادية الاتحادية، الدكتورة حسناء أبوزيد خلال تشكيل حكومة العثماني، عندما انتخبتها اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي بالبرلمان رئيسة للفريق الاشتراكي، حيث وصفت أبوزيد من قبل خصومها الحزبيين و السياسيين، بـ"الانفصالية والداعمة لمطالبات البوليساريو بالاستقلال الذاتي عن المملكة"، بسبب انتمائها لمنطقة الصحراء.

 وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"سبوتنيك" أن تفسير الظاهرة وفق المنظورين السياسي والسيسيولوجي، يظهر ضعف وهزالة النخبة البوية الغير المستوعبة للرهانات الكبرى للدولة المغربية وللشعب المغربي وقضاياه الشائكة، وللأهمية البالغة التي تكتسيها مسألة إدماج النخب الصحراوية الكفؤ في المنظومة السياسية المغربية.

ولفت لزرق إلى أن النخبة السياسية التي تخون أسماء صحراوية مغربية وطنية بالتاريخ والممارسة والاختيارات السياسية، تساهم في اضعاف الطرح المغربي، و شيوع عدم الثقة لدى العديد من الشباب في تندوف، الذين يريدون العودة لأرض الوطن والبناء الجماعي  للمغرب  الموحد من طنجة الى لكويرة، على أساس أن يكون لأهالي الصحراء حكم ذاتي.

وعلى المستوى السوسيولوجي، قال الخبير المغربي إنه لا يمكن إنكار أثر التخوين على النخب الصحراوية وعلى الأوساط بشكل عام خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار متانة الثقافة القبلية والمرتكزات الإقليمية للصحراويين.