شكلت محافظة إدلب الوجهة الأساسية لجميع الفصائل المسلحة، التي رفضت الدخول في عمليات المصالحة، التي شهدتها محافظات سورية أخرى، بالتزامن مع العمليات العسكرية للجيش السوري.
الوضع في إدلب
وقالت المصادر إن "هيئة تحرير الشام" (النصرة) والفصائل الإرهابية المتحالفة معها تمكنت خلال الأشهر الأخيرة من إنجاز شبكة أنفاق كبيرة ومتنوعة باستخدام آليات ثقيلة وأخرى خفيفة خاصة بحفر الأنفاق، وجندت لهذه الغاية الآلاف من المخطوفين والمدنيين الشباب، الذين أرغمتهم على العمل بها.
ويعد التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية" في إدلب، ولعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان، دورا كبيرا في السيطرة على مناطق شمال وشمال غربي سوريا، حيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم "الجهاد في سوريا".
#تركيا تطلب من #سوريا مهلة إضافية قبل إطلاق معركة #إدلب#سبوتنيك #الجيش_السوري https://t.co/BS2A3aaf15
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١١ سبتمبر ٢٠١٨
واختار المسلحون تلك المنطقة بسبب وجود العديد من العائلات في تلك القرى والبلدات، التي تمتلك جذور تركمانية مثل التركستان.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية في يوليو الماضي، أن قوات الجيش السوري تخطط للانتشار في جميع المناطق، التي يسيطر عليها الإرهابيون، وأن إدلب هي الهدف التالي للجيش السوري.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الهجوم المحتمل للجيش السوري في محافظة إدلب، سيكون "خطأ إنسانيا جسيما"، على حد وصفه، داعيا إلى عدم السماح بحدوث ذلك، فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، تعليقا على تصريح ترامب بشأن إدلب، أن التحذيرات من التداعيات دون حسبان تهديد الإرهابيين هو نهج ناقص وغير شامل.
بعد أن كشفت #روسيا حقيقتها… #الخارجية_الأمريكية تدافع عن "#الخوذ_البيضاء"#سبوتنيك #سوريا #إدلب #الجيش_السوري https://t.co/SECrjPi65c
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١١ سبتمبر ٢٠١٨
وفي أغسطس/ آب الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "لا بد من العمل بشكل عاجل على الفصل بين المعارضة والإرهابيين، ويجب التحضير في ذات الوقت لعملية عسكرية ضد الإرهابيين في إدلب والقيام بكل ما يمكن لتقليل الضحايا في صفوف المدنيين".
الاستفزاز الغربي
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف، في وقت سابق: "وفقا لمعلومات أكدتها بوقت واحد عدة مصادر مستقلة، أشارت إلى أن الجماعات الإرهابية "هيئة تحرير الشام" و"جبهة النصرة" تعدان لعمل استفزازي آخر، لاتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب السورية".
"#داعش" ينضم إلى "#النصرة" في #إدلب… و #الجيش_السوري يعزز في ريف #حلب الشماليhttps://t.co/Ai1abFR6iT#سبوتنيك
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١٠ سبتمبر ٢٠١٨
وأشار كوناشينكوف إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة يخطط لاستخدام هذا الاستفزاز كذريعة لضرب أهداف حكومية في سوريا، وأنه لهذا الغرض وصلت إلى الخليج قبل بضعة أيام، المدمرة "سوليفانز" التابعة للبحرية الأمريكية مع 56 صاروخ كروز على متنها، فضلا عن تمركز في قاعدة "العديد" الجوية في قطر، قاذفة استراتيجية من طراز "بي — 1بي" مع 24 صاروخ كروز".
3 مسارح "كيماوي" في #إدلب أحدها مرشح لمجزرة… "#النصرة" تموه وتنقل شحنة جديدة إلى #كفرزيتا
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١٢ سبتمبر ٢٠١٨
— #سبوتنيكhttps://t.co/0hBkY1zkV2
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قد صرح في 28 أغسطس الماضي، إن موظفي مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا يجرون مفاوضات مع قادة المجموعات والشيوخ في إدلب من أجل تسوية سلمية للأزمة السورية.
وقال شويغو: "تجري هناك مفاوضات صعبة على جميع المستويات مع أولئك، الذين أطلق عليهم سابقا اسم المعارضة المعتدلة، والآن أصبحوا مسلحين. تجري المفاوضات مع قادتهم. ويجري العمل مع شيوخهم، الذين يرأسون قبائل منفصلة في هذه المنطقة".
وأكد وزير الدفاع الروسي على أن الهدف من المفاوضات يكمن في التسوية السلمية في هذه المنطقة، كما تم حل الأزمة في درعا الغوطة الشرقية سابقا".
تأجيل العملية
قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، أمس الثلاثاء 11 سبتمبر/ أيلول، إن القتال ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب يمكن تأجيله أسبوعا أو أسبوعين أو 3 أسابيع، لكنه يجب حل القضية لأنه لا يمكن التعايش مع الإرهابيين سلميا لأنه أمر مستحيل"، مضيفا: "ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائيا".
#لافرينتييف: يمكن تأجيل معركة #إدلب ولكن ماذا بعد ذلك#سبوتنيك #روسيا #سوريا https://t.co/SzpT5uoYS5
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١٢ سبتمبر ٢٠١٨
وتابع لافرينتييف: "إذا تحدثنا عن التأجيل، فإن هذا الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة الموجودة في إدلب عن المتطرفين"، مضيفا: "حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف العام، تعتبر إدلب مسؤولية تركيا، التي يجب عليها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين".
بالفيديو… مسلح سوري في #إدلب يهدد #أردوغان بدخول #تركيا إذا تخلى عنهمhttps://t.co/eTlxABIHE4#سبوتنيك
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) ١١ سبتمبر ٢٠١٨
وناقشت المحادثات الرباعية، حول الوضع في سوريا، الوضع في إدلب، حيث شاركت فيها الدول الضامنة لـ"أستانا" (روسيا، تركيا وإيران)، والمبعوث الأممي الخاص لدى سوريا ستافان دي ميستورا، في مبنى الأمم المتحدة في جنيف، التي عقدت يومي 10 و11 سبتمبر/ أيلول الجاري.