أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن التشكيلات الإرهابية الناشطة في منطقة شرقي الفرات بسوريا احتجزت عددا من المواطنين الأمريكيين والأوروبيين كرهائن.
وقال بوتين: "نرى الآن ماذا يحدث في الجانب الأيسر من الفرات، حيث تعمل المجموعات الكردية تحت رعاية زملائنا الأمريكيين الذين يعتمدون عليها، لكن من الواضح أنهم لم ينجزوا عملهم لأن عناصر داعش ما زالوا متواجدين في عدة قرى وبلدات بالمنطقة وفي الآونة الأخيرة بدأوا بتوسيع أراضي سيطرتهم واحتجزوا هناك 130 عائلة أي حوالي 700 شخص كرهائن".
ولفت الرئيس الروسي إلى أن الإرهابيين "طرحوا مطالبهم وتقدموا بإنذار يكمن في أنه، إذا لم تتم تلبيتها، سيرمون بالرصاص 10 أشخاص يوميا"، وأضاف مشددا: "لقد قتلوا أمس الأول 10 أشخاص، أي بدأوا بتنفيذ تهديداتهم، وهذا الوضع، برأيي، كارثي ومرعب".
وشدد بوتين على أن روسيا لديها معلومات تفيد بأن "الإرهابيين احتجزوا هناك عددا من مواطني الولايات المتحدة والدول الأوروبية كرهائن"، وتابع: من الضروري التعامل مع هذا الوضع بشكل أو بآخر، لكن زملاءنا يلتزمون بالصمت، وهناك كثير من العمل يجب إنجازه هناك".
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع قناة "أر تي" الناطقة بالفرنسية ووسائل إعلام فرنسية، إن الأمريكيين يحاولون إقامة دويلة غير شرعية شرقي الفرات في سوريا، ويرعون هناك فلول "داعش"، ويبذلون قصارى جهدهم لتهيئة ظروف ملائمة وطبيعية لحياة أتباعهم، ويؤسسون هناك هيئات السلطة البديلة لهيئات سلطة الجمهورية العربية السورية ويساهمون في إعادة اللاجئين وإسكانهم هناك. وفي نفس الوقت لا ترغب الولايات المتحدة ولا فرنسا ولا غيرها من الدول الغربية في تهيئة ظروف لعودة اللاجئين إلى مناطق أخرى في سورية، إذ يربطون في الغرب ذلك بضرورة إطلاق عملية سياسية "تحظى بالثقة" على حد قولهم.
وتابع لافروف قائلا: الدواعش يتموضعون في منطقة قاعدة التنف التي قام الأمريكيون ببنائها بصورة غير شرعية. إن تواجد الأمريكيين هناك أمر غير شرعي، وهذه القاعدة تم إنشاؤها بصورة أحادية. وطبقا للمعلومات المتوفرة لدينا، وهذه المعلومات متوفرة أيضا لدى بلدان أخرى، فأن الأمريكيين يقومون بإرسال الدواعش إلى العراق وأفغانستان.
يقول الخبير في قضايا الشرق الأوسط والقوقاز، ستانيسلاف تاراسوف لإذاعتنا بهذا الصدد:
خسر الدواعش الحرب في سوريا، والآن يسيطرون على جزء محدود للغاية من الأراضي هناك. ولكن ما العمل مع هؤلاء المسلحين الذين تم إرسالهم إلى إدلب؟ بعد أن كان الأمريكيون يعملون بشكل سري، فهم الآن يعملون بشكل أكثر علانية في نقل الدواعش إلى المناطق الذين يسيطرون عليها، لاستخدامهم لصالحهم. بادئ ذي بدء، نحن نتحدث عن أفغانستان، أولا، هناك يمكن استخدام الدواعش في القتال ضد "طالبان"، الذين إلى الآن لم يستطع الأمريكيون أن يجدوا لغة مشتركة معهم. ثانياً، في افغانستان يمكن إنشاء كيان حكم زائف مثل الخلافة ولو كان بحجم أصغر، وهنا يكمن الخطر المتمثل في أن خطر زعزعة الإستقرار قد يترك الشرق الأوسط من أراضي سوريا ويتجه نحو جنوب شرق ووسط آسيا. ومن هنا أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف عن قلقهما بشأن تطور الأحداث".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي