بيروت- سبوتنيك. وقال مصدر فلسطيني داخل مخيم المية ومية، في اتصال مع "سبوتنيك"، إن "إطلاق نار سمع في المخيم صباح اليوم، برغم الاتفاق على وقف إطلاق النار"، الذي جاء بعد وساطة لبنانية، ساهم فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وكان مخيم المية ومية، المحاذي لمخيم عين الحلوة وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان، شهد بعد ظهر أمس، اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبين جماعة "أنصار الله" الإسلامية المتشددة.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد عشرة أيام من انفجار الوضع الأمني في المية وميّة، غداة اشكال فردي وقع بين عنصرين من "فتح" و"أنصار الله"، سرعان ما تمّ احتواؤها عبر الوساطات المحلية.
ومساء أمس، تمّ التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، بمسعى من رئيس مجلس النواب اللبناني، وذلك خلال اجتماع في مقر قيادة حركة "أمل" في منطقة حارة صيدا، بحضور ممثلين عن "فتح" و"انصار الله".
وتمّ الاتفاق على "وقف فوري لإطلاق النار والإشراف على تنفيذه، تشكيل لجنة من الاطراف المعنية كافة لسحب المسلحين، وإعادة الوضع الى ما كان عليه وإجراء مصالحات بين مختلف الاطراف، ومعالجة الأسباب والنتائج التي ادت لحصول الاشتباكات الأخيرة".
ومن المتوقع أن يعقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في مقر المجلس السياسي لـ"حزب الله" في بيروت، اليوم، لمناقشة التوصيات المرتبطة باتفاق وقف اطلاق النار.
وبرغم التوصل إلى الاتفاق، تجددت الاشتباكات في المخيم بعيد منتصف الليل، واستمرت بشكل متقطع، قبل أن يسود هدوء حذر.
وأدت الاشتباكات، يوم امس، إلى سقوط قتيل من قوات الامن الوطني الفلسطيني، وأربعة جرحى، بينهما جنديان للجيش، بالإضافة الى أضرار جسيمة في الممتلكات ونزوح عدد كبير من العائلات باتجاه مدينة صيدا المجاورة.
كما تسببت الاشتباكات بشل الحياة في صيدا، حيث قرر وزير التربية اللبناني مروان حمادة ومدراء فروع الجامعة اللبنانية تعطيل الدراسة في المدينة اليوم، تحسباً لأي تطوّر أمني.
وكان الجيش اللبناني انتشر، يوم أمس الأول، عند مداخل مخيم المية ومية، من دون أن يدخله، بالنظر إلى عدم وجود قرار سياسي لذلك.